الجمعة، 4 مايو 2012

يسوع جوهر الصلاة

                     


                             ( تأمل في الصلاة الربانية )


  1-   أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " أبانا "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة . فالآب لم يصر أبا لنا إلا حينما أصبحنا فيك . فأنت رأس و حجر زاوية بنوتنا للآب. أنت هو الابن الوحيد رسم جوهر الآب، الكائن في حضن أبيه الأزلي والذي يتقبل كل ملئه مستعلنا الوجود الإلهي في سر فائق هو سر الثالوث القدوس . وأنت بينما تتقبل عطية أبيك سرمديا ، فقد شاء أبوك أن يعطيك إلى الخليقة فظهرت الخليقة كائنة بك وفيك . أيضا قد  رسم تدبيرا فائقا للنعمة ، فأعطاك أبديا للبشر حينما تجسدت فيهم وقبلت سكناهم كشعب في مملكة جسدك ، ولأنك أنت هو الابن المتجسد فالخبر السار لنا هو أن الآب يرى كل الذين صاروا مستوطنين  كأعضاء في جسد ابنه، ابناء له  . لذلك نتجاسر – بك وفيك – أن ندعوه أبا لنا.
    آمين . تعال أيها الرب يسوع
 2-  أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ،إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " ليتقدس اسمك " ، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة. ففي اسمك ، الذي يعني المسحة ، قد مسحنا وتقدسنا ، ومن أجلنا قد قدست ذاتك ، وفي اسمك - الذي قد أخذته من الآب - قد حفظتنا . هكذا بتقديسنا فيك قد تم تبنينا للآب فتقدس اسم الآب في ابنه . لأنك الابن الوحيد فأنت القدوس الكائن في حضن أبيه القدوس وفي الروح القدس الذي هو روحك مثلما هو روح أبيك . قداسة واحدة لكل شخص من شخوص الثالوس ، وحينما تجسدت فإنك قد رسمت تدبيرا لتقديس الجميع فيك ، وحينما قلت " لأجلهم أقدس أنا ذاتي " ( يو17: 19 ) فلم يكن مقصدك أنك محتاج إلى التقديس ، بل كان ما تقصده هو أنك قد أشبعت احتياج الجميع إلى التقديس باجتلابهم ليسكنوا فيك فيصطبغون بمسحتك الفائضة منك كرأس لمسحتهم ، وهكذا يتقدسون ، وهكذا يصيرون مسيحا واحدا ، فيتجلى اسم " المسيح " - الذي صرت مضمونا له - وقد تقدس " لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد "( عب2: 11 )، وحينما يتقدس اسم " المسيح "- ولأنه  اسمك أيها الابن المتجسد - فإن اسم " الآب " ، أبيك ، يتقدس أيضا في ذات الحدث " فيتمجد الآب بالابن"( يو14: 13 ).
   آمين. تعال أيها الرب يسوع
 3 -   أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " ليأت ملكوتك " ، فلم  يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة. فأنت الملك ، الذي في مجيئه ، يستقبل كنيسته ، التي عن يمينه ليدخلها إلى مملكته الأبدية . الملكوت هو ملكوتك . وملكوتك كائن في جسدك الذي صار وطنا يستقبل جميع الصائرين مواطنين ينتمون لهذه المملكة التي أنت ملكها . فلتأت الآن ، وليكتمل بنيان جسدك ، وليكتمل حضورك فينا .
   آمين . تعال أيها الرب يسوع 
 4 -   أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " لتكن مشيئتك "، كما في   السماء كذلك على الأرض "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة . ففيك قد أصبح وجودنا صورة للثالوث القدوس ، وهكذا ، فكما أن مشيئة الآب كائنة في الأعالي ، في شركة الثالوث ، هكذا أيضا استعلن الثالوث القدوس في البشر ، بمجرد تجسدك فيهم . فيك ياسيدي تمت مشيئة الآب في الأرض كما هي كائنة ، سرمديا ، في السماء . فمشيئة الآب محققة - منذ الأزل وإلى الأبد – كمصدر للوجود الإلهي ، كمصدر لك أيها الابن الوحيد وكمصدر للروح القدس الذي هو روحك مثلما هو روح أبيك . بهذه المشيئة- التي في السماء – أنت كائن يا سيدي . وحينما تجسدت فينا واجتلبتنا لنسكنك إلى الأبد كأعضاء في جسمك فقد نقلت مشيئة الوجود من مستوى الثالوث القدوس إلى مستوى النعمة ، إذ قد أدخلتنا إلى مظلة شركة الثالوث وأسست لنا وجودا هو صورة للثالوث القدوس ، فمن أبيك الذاتي تنبع نعمة هذا الوجود ، أي التبني . وبواسطة الشركة والعضوية فيك تتكرس وتتحقق هذه النعمة . وفي الروح القدس – الذي هو روح الآب - نتهيأ ونتأهل لقبول عطية الآب ، وأيضا ،فيه – إذ هو روح الابن- نتهيأ ونتأهل للعضوية فيك أيها الابن المتجسد .
   آمين . تعال أيها الرب يسوع
5 -   أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " خبزنا كفافنا ( الجوهري ) أعطنا اليوم "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة. فأنت الخبز الحي النازل من السماء ، أنت قوت وجودنا وطعامنا الباقي ، غير البائد . أنت خبز شركتنا وشكرنا .  أنت  مطلبنا وطلبتنا وصلاتنا . أنت شبعنا وقوت وجودنا غير الفاسد.إننا نظل نأكل ونشبع ثم نعود فنجوع لنأكل ثانية ، إلى أن نموت في النهاية ويفشل اللحم والدم في البقاء ، أما أنت أيها الكلمة المتجسد الخبز الحي والطعام الباقي ، فشركتنا فيك هي شبع  وجودنا الجديد وهي قوامه وأساسه وسره ، وخارجا عنك هو جوع افتقاد طعام الحياة ،أي الموت.
 آمين. تعال أيها الرب يسوع
6 -  أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين :" أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ،كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة . فأنت الكفارة . فيك قد تسربلنا بحياتك وقد سترت عورة موتنا . فيك سترت آثامنا من أمام عينيك ومن أمام أعيننا نحو بعضنا ، إذ صرنا أعضاء بعضنا لبعض ، مثلما قد صرنا أعضاء لك ، كرأس للجميع .
    آمين . تعال أيها الرب يسوع 
7 -  أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين :" لاتدخلنا في تجربة ، لكن نجنا من الشرير "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة . فأنت فلك الخلاص من بحر هذا العالم الذي وضع في الشرير ، ودخولنا التجربة بدونك يفضح عري طبيعتنا وفسادها. إذن دعنا نحتمي فيك ونخلص بك ، فإذ قد صرنا مشتركين فيك تصير لنا المنعة والحصانة من أن نفتضح كطبيعة عتيقة لا لشيء إلا لأننا فيك قد صارت لنا خليقة جديدة ، وفيك ، الأشياء العتيقة قد مضت . فيك، إذن نحن بمأمن من هول التجربة ومن الشرير . أنت لن تدخلنا في تجربة لأننا فيك ، وأنت قد انتصرت على تجارب الشرير ونحن فيك منتصرون.
   آمين . تعال أيها الرب يسوع   
مجدي داود 

ليست هناك تعليقات: