( تأمل في الصلاة الربانية )
1- أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة
المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " أبانا "،
فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس للكنيسة . فالآب
لم يصر أبا لنا إلا حينما أصبحنا فيك . فأنت رأس و حجر زاوية بنوتنا للآب. أنت هو الابن
الوحيد رسم جوهر الآب، الكائن في حضن أبيه الأزلي والذي يتقبل كل ملئه مستعلنا الوجود
الإلهي في سر فائق هو سر الثالوث القدوس . وأنت بينما تتقبل عطية أبيك سرمديا ، فقد
شاء أبوك أن يعطيك إلى الخليقة فظهرت الخليقة كائنة بك وفيك . أيضا قد رسم تدبيرا فائقا للنعمة ، فأعطاك أبديا للبشر حينما
تجسدت فيهم وقبلت سكناهم كشعب في مملكة جسدك ، ولأنك أنت هو الابن المتجسد فالخبر السار
لنا هو أن الآب يرى كل الذين صاروا مستوطنين
كأعضاء في جسد ابنه، ابناء له . لذلك
نتجاسر – بك وفيك – أن ندعوه أبا لنا.
آمين . تعال أيها الرب يسوع
2- أيها
الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ،إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين
: " ليتقدس اسمك " ، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا
الجديدة ، كرأس للكنيسة. ففي اسمك ، الذي يعني المسحة ، قد مسحنا وتقدسنا ، ومن أجلنا
قد قدست ذاتك ، وفي اسمك - الذي قد أخذته من الآب - قد حفظتنا . هكذا بتقديسنا فيك
قد تم تبنينا للآب فتقدس اسم الآب في ابنه . لأنك الابن الوحيد فأنت القدوس الكائن
في حضن أبيه القدوس وفي الروح القدس الذي هو روحك مثلما هو روح أبيك . قداسة واحدة
لكل شخص من شخوص الثالوس ، وحينما تجسدت فإنك قد رسمت تدبيرا لتقديس الجميع فيك ، وحينما
قلت " لأجلهم أقدس أنا ذاتي " ( يو17: 19 ) فلم يكن مقصدك أنك محتاج إلى
التقديس ، بل كان ما تقصده هو أنك قد أشبعت احتياج الجميع إلى التقديس باجتلابهم ليسكنوا
فيك فيصطبغون بمسحتك الفائضة منك كرأس لمسحتهم ، وهكذا يتقدسون ، وهكذا يصيرون مسيحا
واحدا ، فيتجلى اسم " المسيح " - الذي صرت مضمونا له - وقد تقدس " لأن
المقدس والمقدسين جميعهم من واحد "( عب2: 11 )، وحينما يتقدس اسم " المسيح
"- ولأنه اسمك أيها الابن المتجسد - فإن
اسم " الآب " ، أبيك ، يتقدس أيضا في ذات الحدث " فيتمجد الآب بالابن"(
يو14: 13 ).
آمين. تعال أيها الرب يسوع
3 - أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر
، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " ليأت ملكوتك " ، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا كرأس لخلقتنا
الجديدة ، كرأس للكنيسة. فأنت الملك ، الذي في مجيئه ، يستقبل كنيسته ، التي عن يمينه
ليدخلها إلى مملكته الأبدية . الملكوت هو ملكوتك . وملكوتك كائن في جسدك الذي صار وطنا
يستقبل جميع الصائرين مواطنين ينتمون لهذه المملكة التي أنت ملكها . فلتأت الآن ، وليكتمل
بنيان جسدك ، وليكتمل حضورك فينا .
آمين . تعال أيها الرب يسوع
4 - أيها
الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر ، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين
: " لتكن مشيئتك "، كما في السماء
كذلك على الأرض "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة
، كرأس للكنيسة . ففيك قد أصبح وجودنا صورة للثالوث القدوس ، وهكذا ، فكما أن مشيئة
الآب كائنة في الأعالي ، في شركة الثالوث ، هكذا أيضا استعلن الثالوث القدوس في البشر
، بمجرد تجسدك فيهم . فيك ياسيدي تمت مشيئة الآب في الأرض كما هي كائنة ، سرمديا ،
في السماء . فمشيئة الآب محققة - منذ الأزل وإلى الأبد – كمصدر للوجود الإلهي ، كمصدر
لك أيها الابن الوحيد وكمصدر للروح القدس الذي هو روحك مثلما هو روح أبيك . بهذه المشيئة-
التي في السماء – أنت كائن يا سيدي . وحينما تجسدت فينا واجتلبتنا لنسكنك إلى الأبد
كأعضاء في جسمك فقد نقلت مشيئة الوجود من مستوى الثالوث القدوس إلى مستوى النعمة ،
إذ قد أدخلتنا إلى مظلة شركة الثالوث وأسست لنا وجودا هو صورة للثالوث القدوس ، فمن
أبيك الذاتي تنبع نعمة هذا الوجود ، أي التبني . وبواسطة الشركة والعضوية فيك تتكرس
وتتحقق هذه النعمة . وفي الروح القدس – الذي هو روح الآب - نتهيأ ونتأهل لقبول عطية
الآب ، وأيضا ،فيه – إذ هو روح الابن- نتهيأ ونتأهل للعضوية فيك أيها الابن المتجسد
.
آمين . تعال أيها الرب يسوع
5 - أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر
، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين : " خبزنا كفافنا ( الجوهري ) أعطنا
اليوم "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة ، كرأس
للكنيسة. فأنت الخبز الحي النازل من السماء ، أنت قوت وجودنا وطعامنا الباقي ، غير
البائد . أنت خبز شركتنا وشكرنا . أنت مطلبنا وطلبتنا وصلاتنا . أنت شبعنا وقوت وجودنا
غير الفاسد.إننا نظل نأكل ونشبع ثم نعود فنجوع لنأكل ثانية ، إلى أن نموت في النهاية
ويفشل اللحم والدم في البقاء ، أما أنت أيها الكلمة المتجسد الخبز الحي والطعام الباقي
، فشركتنا فيك هي شبع وجودنا الجديد وهي قوامه
وأساسه وسره ، وخارجا عنك هو جوع افتقاد طعام الحياة ،أي الموت.
آمين. تعال أيها الرب يسوع
6 - أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر
، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين :" أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا
للمذنبين إلينا "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ،كرأس لخلقتنا الجديدة
، كرأس للكنيسة . فأنت الكفارة . فيك قد تسربلنا بحياتك وقد سترت عورة موتنا . فيك
سترت آثامنا من أمام عينيك ومن أمام أعيننا نحو بعضنا ، إذ صرنا أعضاء بعضنا لبعض ،
مثلما قد صرنا أعضاء لك ، كرأس للجميع .
آمين . تعال أيها الرب يسوع
7 - أيها الرب يسوع المسيح ، الكلمة المتجسد في البشر
، إنك حينما علمتنا أن نخاطب الآب قائلين :" لاتدخلنا في تجربة ، لكن نجنا من
الشرير "، فلم يكن ذلك يعني إلا أن نطلب حضورك فينا ، كرأس لخلقتنا الجديدة ،
كرأس للكنيسة . فأنت فلك الخلاص من بحر هذا العالم الذي وضع في الشرير ، ودخولنا التجربة
بدونك يفضح عري طبيعتنا وفسادها. إذن دعنا نحتمي فيك ونخلص بك ، فإذ
قد صرنا مشتركين فيك تصير لنا المنعة والحصانة من أن نفتضح كطبيعة عتيقة لا لشيء إلا
لأننا فيك قد صارت لنا خليقة جديدة ، وفيك ، الأشياء العتيقة قد مضت . فيك، إذن نحن
بمأمن من هول التجربة ومن الشرير . أنت لن تدخلنا في تجربة لأننا فيك ، وأنت قد انتصرت
على تجارب الشرير ونحن فيك منتصرون.
آمين . تعال أيها الرب يسوع
مجدي داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق