2-
الباقة الخامسة ( باقة رافد الراقدين )
فتح الختم الخامس
"
وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ
الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ
الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، وَصَرَخُوا
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ
وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى
الأَرْضِ؟» فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ
يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ
رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ"( 6: 9- 11 ) .
التعليق
بداية فلنسأل سؤالأ استفزازيا،
لعله يستحث أذهاننا للبحث عن الحقيقة : من هؤلاء القتلى الذين تحت المذبح ، الذين
من المفترض أنهم قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم ،
وبالرغم من ذلك كله، هم مستغرقون في رغبة جامحة في الثأر والانتقام لدمائهم؟ هل
يستقيم هذا مع – حتى - أدنى مستوى أخلاقي روحي، لمن هم من المفترض أن صاروا حبا
خالصا، حتى لأعدائهم ولقاتليهم؟ كيف نحل هذه المعضلة؟ حل اللغز يبدأ من نقطة البحث
عن من في رقبتهم دم هؤلاء، ولندع السفر يفسر نفسه ؛ أقصد لنبحث عن استخدام السفر
لتعبير " الساكنين على الأرض". والواقع هو أن التعبير – في سياق
السفر – يصم أصحابه بكل سمات العار؛ فهم من البداية قد محيت أسماؤهم من سفر حياة
الخروف، وهم قد حسبوا على كل ماهو ضد المسيح وضد كنيسته. وفي "رؤيا 13"
نرصد هؤلاء في حالة من التعاون والطاعة والخضوع للوحشين، فنقرأ :
" فَسَيَسْجُدُ لَهُ (
للوحش الطالع من البحر ) جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ
أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ
الَّذِي ذُبِحَ"( رؤ13: 8 ).ونقرأ:" وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ
بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ
عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ
وَعَاشَ "( رؤ13: 14 ).ونقرأ:" الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ
الآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ.
وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ
مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ
الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ"( رؤ17:
8 ). وفي ( رؤيا 11: 10) هم يشمتون
بالشاهدين ( الزيتونتين، المنارتين ) القائمتين أمام رب الأرض. والأمر الأكثر
دلالة هو أنهم محط ومستهدف ثلاثية من الويلات، المتوازية مع أصوات الأبواق الثلاثة
الأخيرة ؛ أي بينما يتفعل ويظهر سر الله – أي مجيئه في الكنيسة – بالشركة في موت
المسيح المحيي، لكل روافد الكنيسة، فإن هؤلاء تصب علبهم اللعنات والويلات؛ فالنعمة
بالنسبة للكنيسة نقمة ودمار ولعنة بالنسبة لهم، فيكتب يوحنا : " ثُمَّ نَظَرْتُ
وَسَمِعْتُ مَلاَكًا طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «وَيْلٌ!
وَيْلٌ! وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ
أَبْوَاقِ الثَّلاَثَةِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا!»( رؤ8:
13 ). ومن هنا نقترب من تفهم معنى " الانتقام"؛ فهؤلاء القتلى ليس لهم
ثأر مع أي بشر ولكن ثأرهم مع طبيعتهم العتيقة الفاسدة المنحدرة نحو العدم بفطرتها،
تلك الطبيعة المستهدفة من كل ماهو ضد المسيح ومجيئه وملكوته. هؤلاء هم الراقدون،
رافد الراقدين الذين ماتوا وفنوا - بحكم طبيعتهم الفاسدة – قبل تجسد الرب. كان
عندهم الشهادة. كان عندهم الرجاء . لم ينالوا المواعيد ولكنهم نظروها من بعيد
وماتوا على رجاء تمامها. لم يكن موتهم نهاية لقصتهم ؛ فبتجسد الرب استدعوا للحياة
الأبدية واستحضروا بواسطة يسوع، فقد أتوا أيضا معه ( 1تس4: 14 )، وبحسب بولس أيضا،
في نفس النص : نحن لم نسبقهم ولكنهم سيقومون أولا ، وبالفعل رأينا مؤشرات قيامتهم
بعد قيامة الرب فقد ظهروا لكثيرين، أيضا قد ظهر منهم على الجبل المقدس اثنان: موسى
وإيليا، بصحبة الرب وتلاميذه المقربين بطرس ويعقوب ويوحنا. ولأن موت هؤلاء لم يكن
حكما أبديا - فقد أتوا مع يسوع وبواسطته ليسبقونا إلى الانضمام للكنيسة التي هي
جسده - ومن أجل هذا دعي موتهم رقادا، ويطلق عليهم الرسول بولس " الراقدين
". أما نحن فلا نرقد مثلهم وإن كنا كلنا نتغير ، نحن بنهاية وجودنا الأرضي
نتموقع مباشرة في الرب منضمين إلى إخوتنا هؤلاء، ويطلق الرسول على عملية انتقالنا
هذه كلمة " الاختطاف ".
هؤلاء قد أعطوا ثيابا بيضا وقيل لهم أن يستريحوا
زمانا يسيرا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم. نحن رفقاؤهم. هم انتظرونا، انتظروا مقدمنا
المتلازم مع تجسد الرب، وبتجسده هزم الموت الذي لطبيعتهم، أي من كل ماهو أرضي
ومنحدر نحو العدم، من كل ماهو ضد مجيء المسيح في كنيسته. ردت حياتهم إليهم في
المسيح، كرافد من روافد الكنيسة، فتلاشت مظلوميتهم وسحق عدوهم، الذي هو قاتلهم،
الذي هو الموت الذي هاجمهم من طرف الساكنين على الأرض. هذا هو رافد الراقدين،
كنيسة العهد القديم، كنيسة إخوتنا الذين
سبقونا إلى التموقع في الرب.
وبقت ملحوظة مهمة وهي أن نفوس
هؤلاء القتلى كانت تحت المذبح بينما مكان الذبائح هو فوق المذبح حيث تحرق فيشتمها
الرب رائحة سرور ( عدد 28: 27 )، أما هؤلاء، فلأنهم قد قتلوا وهلكوا ولكنهم لم يشتركوا
بعد في محرقة الرب ذاته؛ إذ لم يكن الرب قد تجسد، ولا علق على الخشبة، ولا اجتاز
المحرقة، بعد، فوجودهم تحت المذبح يعني انتظارهم - محفوظين في إرادة الرب ومشروعه
من ناحيتهم - لحين تجسده، وإذذاك يشتركون –
كرافد من روافد الكنيسة الواحدة – في ذبيحته الواحدة الدائمة إلى الأبد.
البوق الخامس
- ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ،
فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ
مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ. فَفَتَحَ
بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ،
فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ. وَمِنَ الدُّخَانِ
خَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الأَرْضِ، فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا كَمَا لِعَقَارِبِ الأَرْضِ
سُلْطَانٌ. وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ
عُشْبَ الأَرْضِ، وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلاَّ النَّاسَ
فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَأُعْطِيَ أَنْ
لاَ يَقْتُلَهُمْ بَلْ أَنْ يَتَعَذَّبُوا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَعَذَابُهُ
كَعَذَابِ عَقْرَبٍ إِذَا لَدَغَ إِنْسَانًا. وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ سَيَطْلُبُ
النَّاسُ الْمَوْتَ وَلاَ يَجِدُونَهُ، وَيَرْغَبُونَ أَنْ يَمُوتُوا فَيَهْرُبُ
الْمَوْتُ مِنْهُمْ. وَشَكْلُ الْجَرَادِ
شِبْهُ خَيْل مُهَيَّأَةٍ لِلْحَرْبِ، وَعَلَى رُؤُوسِهَا كَأَكَالِيلَ شِبْهِ
الذَّهَبِ، وَوُجُوهُهَا كَوُجُوهِ النَّاسِ. وَكَانَ لَهَا شَعْرٌ كَشَعْرِ
النِّسَاءِ، وَكَانَتْ أَسْنَانُهَا كَأَسْنَانِ الأُسُودِ، وَكَانَ لَهَا دُرُوعٌ كَدُرُوعٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَصَوْتُ أَجْنِحَتِهَا كَصَوْتِ مَرْكَبَاتِ خَيْل كَثِيرَةٍ تَجْرِي إِلَى
قِتَال. وَلَهَا أَذْنَابٌ شِبْهُ
الْعَقَارِبِ، وَكَانَتْ فِي أَذْنَابِهَا حُمَاتٌ، وَسُلْطَانُهَا أَنْ تُؤْذِيَ
النَّاسَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَلَهَا
مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكًا عَلَيْهَا، اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ
«أَبَدُّونَ»، وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ «أَبُولِّيُّونَ». الْوَيْلُ الْوَاحِدُ مَضَى هُوَذَا يَأْتِي
وَيْلاَنِ أَيْضًا بَعْدَ هذَا."( 9: 1- 12 ).
التعليق
جراد مرعب ، خارج من دخان بئر
الهاوية، له ملك اسمه بالعبرانية " أبدون"، وباليونانية " أبوليون
"، أي المهلك، يشن حرب إبادة على الناس الذين ليس لهم ختم الله على جباههم،
وهو لا يقتلهم بل يعذبهم خمسة أشهر. يطلبون الموت فيهرب منهم . مشهد لا يحتاج إلى
مجهود عظيم لتطبيقه على أصحاب "رافد الراقدين" الذين هلكوا بحكم طبيعتهم
الفاسدة - ككل البشر – ولكنهم، لأنهم
معينون للحياة الأبدية في المسيح، كرافد من روافد تكميل الكنيسة التي هي جسده، من
قبل تأسيس العالم، فهم قد حفظوا في ذهن الله كمشروع يتحقق بمجرد تجسده وتقديمه
لذبيحة ذاته كمحرقة تشترك فيها الكنيسة كاملة بما فيها هذا الرافد؛ فلم يكن موتهم
الطبيعي هلاكا أبديا بل بدا عذابا موقوتا، وحينما تجسد الرب ابتعثوا معه وبواسطته،
فحسب موتهم رقادا، فهم رافد الراقدين الذين سبقونا نحن أصحاب دعوة الإنجيل. لو كان
موتهم هلاكا أبديا، ولم يكونوا معينين ككنيسة ، لكانت نفوسهم قد تبددت ولم تكن
لتحفظ تحت المذبح انتظارا لتجسده، حينما ترفع إلى فوق المذبح الواحد الذي هو الرب
ذاته ، فيشتركون في ذبيحته الواحدة مع كل أفراد الكنيسة الواحدة. حدث هذا حينما
سمع الصوت المدوي للبوق الخامس.
الجراد المهلك، آلة الفناء، كان الضربة الثامنة، من الضربات العشر التي
صنعها الرب – مناصرة لشعبة – بيد موسى، على
المصريين. كانت ضربة الجراد هي الضربة التالية لضربة البرد والنار ( الضربة
السابعة )، وقد أهلكت كل ماتبقى من أخضر: " ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ
عَلَى أَرْضِ مِصْرَ لأَجْلِ الْجَرَادِ، لِيَصْعَدَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ وَيَأْكُلَ
كُلَّ عُشْبِ الأَرْضِ، كُلَّ مَا تَرَكَهُ الْبَرَدُ». فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى
أَرْضِ مِصْرَ، فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَى الأَرْضِ رِيحًا شَرْقِيَّةً كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ
وَكُلَّ اللَّيْلِ. وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ، حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ،
فَصَعِدَ الْجَرَادُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، وَحَلَّ فِي جَمِيعِ تُخُومِ مِصْرَ.
شَيْءٌ ثَقِيلٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ جَرَادٌ هكَذَا مِثْلَهُ، وَلاَ يَكُونُ
بَعْدَهُ كَذلِكَ، وَغَطَّى وَجْهَ كُلِّ الأَرْضِ حَتَّى أَظْلَمَتِ الأَرْضُ. وَأَكَلَ
جَمِيعَ عُشْبِ الأَرْضِ وَجَمِيعَ ثَمَرِ الشَّجَرِ الَّذِي تَرَكَهُ الْبَرَدُ، حَتَّى
لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ أَخْضَرُ فِي الشَّجَرِ وَلاَ فِي عُشْبِ الْحَقْلِ فِي كُلِّ أَرْضِ
مِصْرَ» ( خروج10: 12- 15 ). والملحوظة التي نرصدها هنا هي أن الجراد المهلك – رمز
إهلاك رافد الراقدين قد أتى على كل ماتبقى بعد ضربة البرد، رمز إهلاك رافد أصحاب
الإنجيل ( في البوق الأول )، في ضربتين متتاليتين تستهدفان رافدين توأمين، من
روافد الكنيسة الثلاثة، وهذا يعيدنا إلى " فتح الختم الخامس "حيث "
قيل لهم أن يستريحوا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وإخوتهم العتيدون أن يقتلوا
مثلهم"., توأمة لشاهدي المسيح، الذين كانا عندهما الشهادة، ولكن مع اختلاف في درجة الوعي؛ فبينما كانت عند
القدماء حلما لنائم، كانت عندنا نحن واقعا نعيشه في نهار الرب . ثم ماهذا التناقض
المدهش في توصيف الجراد المهلك: شعر كشعر النساء وأسنان كأسنان الأسود ، وخيل
مهيأة للحرب وأكاليل شبه ذهب؟ ألعل هذا التناقض يشير إلى تناقض أكثر عمقا وهو
تناقض الرؤى لهلاك هؤلاء، بين رؤيتهم هم للحدث ورؤية الآخرين المعاصرين لانتقالهم
وحتى لحظة التجسد؛ فبينما يغمض هؤلاء أعينهم تاركين الأرض، في زمانهم الخاص، فما
يلبثوا أن يفتحوا أعينهم على مجد الرب. هم بانتقالهم قد تحرروا من سطوة الزمن
وانتظاره، وبالنسبة لهم كل شيء قد تم في اللازمن منتقلين إلى واقع تجسد الرب
وذبيحته ومجده، بينما الآخرون، الأرضيون المعاصرون لهم والمستمرون حتى يتجسد الرب
يرصدونهم كأموات، كهالكين وفقا لطبيعتهم، إذ لم يكن – حينئذ- قد تجسد الرب،
إشكالية إدراك الزمن بين عالمين مختلفين.
الجام الخامس
" ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الخَامِسُ
جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا
يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ. وَجَدَّفُوا عَلَى إِلهِ
السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ"( 16: 10و 11 ).
التعليق
جام الغضب الخامس مصبوب – بطبيعة
الحال- على مملكة الوحش وعلى عرشه وعلى سلطانه، فإنقاذ أصحاب رافد الراقدين، من
كونهم جزءا من هذه المملكة المظلمة، مملكة الموت والهلاك، الذي لكل ماهو ضد المسيح
وضد مجيئه، هذا الإنقاذ والإحياء لهم، هو - في ذاته- نقمة وظلمة وغضب مصبوب على
هذه المملكة وخراب لها.
مجدي داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق