4- الباقة السابعة
1- " وَلَمَّا فَتَحَ
الْخَتْمَ السَّابِعَ حَدَثَ سُكُوتٌ فِي السَّمَاءِ نَحْوَ نِصْفِ سَاعَةٍ. وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ
الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ، وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاق... ثُمَّ
إِنَّ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الأَبْوَاقُ
تَهَيَّأُوا لِكَيْ يُبَوِّقُوا "( 8: 1- 6 ).
- " وَالْمَلاَكُ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا
عَلَى الْبَحْرِ وَعَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ
إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا
فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ: أَنْ لاَ يَكُونَ زَمَانٌ بَعْدُ! بَلْ فِي أَيَّامِ
صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ
اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ"( رؤ10: 5-7 ).
2- " ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ،
فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ
مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ». وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ
اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لله، قَائِلِينَ: «نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ
الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي
يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ. وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ
وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ
الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ
وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ». وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ،
وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ
وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ. وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي
السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ
رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً
وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ... فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ
يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى
اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ"(11: 15-19 )، ( 12: 1- 5).
3- " ثُمَّ سَكَبَ
الْمَلاَكُ السَّابعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ، فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ
هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!» فَحَدَثَتْ
أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ
مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا
عَظِيمَةٌ هكَذَا. وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ،
وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ، وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ
لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ"( 16: 17- 19 ).
التعليق
ليس لدينا – في السفر كله – قمة
في الأحداث ( climax )
تفوق الباقة السابعة، حتى مايتم استعراضه من مشاهد في ماتبقى من السفر هو مجرد
الكشف التفصيلي عن ثمرة ماحدث في الباقة السابعة، في مشاهد متوازية وليست متوالية
زمنيا. ومايحدث في الباقة السابعة هو أمر جلل حقا؛ فهو تمام واكتمال وامتلاء سر
الله؛ أي سر تحقق وجود الكنيسة جسد المسيح، سر تجسد الكلمة وصيرورته إنسانا، و
امتداد استحقاق هذا السر انطلاقا من يسوع،
الرأس، وحتى كل الأعضاء ( الكنيسة ) المشتتين في الزمان والمكان، كل الزمان وكل المكان؛ لأنه وبحسب قسم الملاك الواقف على
البحر وعلى الأرض أنه " لاَ يَكُونَ زَمَانٌ بَعْدُ! بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ
الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ،
كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ" ( رؤ10: 6و7 ). وأما معنى أن لا يكون
زمان بعد فهو هذا الاختراق الذي صنعه التجسد بإسقاط سطوة المستقبل؛ فقد صار الزمن
في المسيح آنا ممتدا أبدا، زمن قال عنه الرب:" تأتي ساعة وهي الآن "(يو5
: 25 ).
وإذا اعتبرنا أن الباقة السابعة هي تاج الباقات
السبع فإن البوق السابع هو درة هذا التاج؛ فالبوق السابع هو البوق الماستر، الرئيس
( إذا جاز التعبير ) وبانطلاقه ينطلق الحدث الدراماتيكي الكوني الجلل مخترقا
الزمان والمكان ولتنبع منه كافة الأبواق الستة الأخرى، فنرصد الأبواق الأربعة
الأولى التي يتم فيها سر الله في كنيسة العهد الجديد، كنيستنا نحن أصحاب دعوة
الإنجيل. ونرصد البوق الخامس الذي يتم فيه سر الله في كنيسة القدماء الراقدين، ثم
نرصد البوق السادس الذي يتم فيه سر الله في كنيسة الأمم ، رافد الجهالة الذي يجهل
نفسه ونجهله، ككنيسة ،بل ونقصيه ونحكم عليه وندينه حاسبينه على الوسط الشرير الذي
هو مغترب فيه.
كان الرسول بولس قد كشف هذا السر
جزئيا متحدثا عن مجيء رافدنا ورافد القدماء الراقدين عند البوق الأخير ، البوق
السابع، فكتب :" هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ
كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ
الْبُوقِ الأَخِيرِ( البوق السابع ). فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ(
رافد الراقدين ) عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ"( 1كو15: 51و 52 ). وفي
موضع آخر يعطي الرسول تفصيلا أكثر عن ترتيب وصول الرافدين؛ فكشف عن أسبقية تحقق
وصول رافد الراقدين على وصول رافدنا نحن أصحاب دعوة الكرازة الرسولية؛ إذ أن
الرافد الأول يأتي أولا في سياق تجسد الرب، ثم يستتبعه وصولنا نحن المدعوين
مسيحيين، لنلتقي جميعا معا في الرب، فيكتب :" ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا
أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ
الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ
كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ،
سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ . فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ
الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ
الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ،
بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ
فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ
جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ
كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ"( 1تس4: 13- 17 ).
سر الله ، أي تجسده ، هو انفتاح
السماء على الأرض ( انفتاح الهيكل وظهور
تابوت العهد في الهيكل )، هو الحقيقة التي يستعلنها ظهور الآية العظيمة في السماء
، آية المرأة المتسربلة بالشمس التي ولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا
من حديد. كل شيء قد تم في الباقة السابعة، حتى دينونة كل ماهو شرير، وكل ماهو ضد
المسيح، هذا مايستعلنه جام الغضب السابع، ولم يتبق غير أورشليم الجديدة المدينة
العظيمة، الكنيسة الكاملة الممتلئة من روافدها الثلاثة؛ إذ قد " صَارَتِ الْمَدِينَةُ
الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ"( رؤ16 : 19 ).
مامعنى أن المدينة العظيمة صارت ثلاثة أقسام؟
1-للفعل " egeneto " خصيصة تميزه عن مثيله في أي لغة أخرى،
وإن كان قد ترجم هنا إلى مايفيد الصيرورة ( صارت ) فهو يجمع مع هذا معنى الحدوث
والظهور لشيء ما وليس التغير الذي يعنيه معنى الصيرورة. وأشهر ( وأوضح ) استخدام
في هذا الاتجاه - في العهد الجديد – هو :"
الكلمة صار جسدا "( يو1: 14 ). هنا إذا اعتمدنا "الصيرورة" بمعنى
التحول والتغير نكون قد وقعنا في المحظور فنكون قد تخيلنا أن طبيعة لاهوت الكلمة
قد صارت ( تغيرت ) إلى الناسوت، أي اللحم والدم، أما وأن الحق الإلهي هو تجلي الله
الكلمة كشخص إنساني دون أن يتخلى عن كونه إلها، ودون أن تكون إنسانيته عرضا زائلا
- في نفس الوقت – أي الاتحاد الأقنومي بين الكلمة والإنسان؛ بمعنى التجلي وليس
التخلي ( إذا جاز التعبير ). معنى هذا أن الفعل " egeneto " في عبارة "المدينة
العظيمة التي صارت ثلاثة أقسام "، لاتعني أن المدينة قد فتت أو تغيرت من
كونها مدينة موحدة إلى مدينة مقسمة. حتى سياق العبارة لا يوحي بهذا المعنى السلبي
بخصوصها، وإن كان يوحي به بخصوص بابل العظيمة التي ذكرت أمام الله ليعطيها كأس خمر
سخط غضبه. إذن صيرورتها - أو قل - تجليها وظهورها وكشف حقيقتها كثلاثة أقسام، وليس
كما كان يظن أن الكنيسة الخالدة نسيج واحد؛ فهي كيان يملأ نهره ثلاثة روافد: رافد
الراقدين ورافد الكرازة ورافد الأمم.
2- ثلاثية أقسام المدينة العظيمة أورشليم النازلة من السماء، الكنيسة، قيمة ثابتة ومتجذرة كتابيا، ومرموز لها منذ القدم، بدءا من ثلاثية طوابق فلك نوح مرورا بثلاثية أقسام خيمة الاجتماع، ثم مرورا بثلاثية أقسام الهيكل القديم، وانتهاء بثلاثية " هيكل سفر الرؤيا "، فيكتب يوحنا :" ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا، وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلًا لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ. وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ، فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا "( رؤ11: 1و2 )، والأقسام الثلاثة في العبارة هي: " هيكل الله"، والمقصود به قدس الأقداس ، و"المذبح والساجدون فيه"، والمقصود به القدس، و" الدار التي هي خارج الهيكل" والمقصود بها الدار الخارجية. ونعود فنؤكد أن المقصود بهيكل الله في العبارة هو قدس الأقداس ، كما هو ثابت في السفر ، أيضا في موضع آخر:" وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ "( رؤ11: 19 ). والمعروف أن تابوت العهد مكانه قدس الأقداس الذي لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة، ولا يوجد فيه ساجدون، ولا يوجد فيه مذبح، بعكس القدس. والخلاصة - هنا – هي أن قدس الأقداس – بما يحمله من رمزية دخول رئيس الكهنة ، أي الكلمة المتجسد – يشير إلى رافد الكرازة ، رافد قمة وعي الكنيسة بذاتها ككنيسة، الرافد الذي قبل وآمن بمعية رئيس الكهنة الأعظم، المسيح الرب، في ولوجه إلى الأقداس الحقيقية مرة واحدة وإلى الأبد. والقدس يشير إلى رافد الراقدين، بنفوس أصحابه الذين تحت المذبح، والذين ينتظرون مجيء رئيس الكهنة ليدخلوا - في معيته - إلى قدس الأقدس، الكنيسة جسد الرب. والدار الخارجية التي أعطيت للأمم، تشير إلى رافد الأمم المطروح خارجا ، والمداس، والمدان ، من طرفنا في هذا العالم.
3- ملكوت السموات، المدينة العظيمة أورشليم النازلة من السماء، الكنيسة ، يتكون من ثلاث سموات: السماء الأولى، سماء رقم واحد- والواحد هو الحد الأدني الوجودي- هي رافد الراقدين الذين بظهورهم في معية الرب، حينما تجسد، دشن – لأول مرة في تاريخ البشر- مفهوم الكنيسة كجسد للرب، فهم أول من التحق به. والسماء الثانية – والرقم اثنان هو المحو والنسخ – هي رافد الأمم الذي كان منسوخا من وعينا به في هذا العالم، ليظهر موجودا ، في المسيح. وأما السماء الثالثة- والرقم ثلاثة هو رقم الشهادة للوجود – فهو رافد الكرازة، قمة وعي الكنيسة بذاتها ككنيسة. هذا هو الرافد المختطف إلى السماء الثالثة، وهذا ماقد اختبره الرسول بولس بنفسه حينما كتب:" أعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا"(2كو12 :2-4 ) ؛ فرافدنا ، رافد السماء الثالثة، لا يرقد كالسابقين بل يختطف، أي يتغير"لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ"(1كو15 : 51)،" سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ"(1تس4: 17 ). ترى هل أدركنا لماذا هو ملكوت السموات وليس ملكوت السماء، وقد كان من المفترض والمنطقي أن يكون الأخير كافيا.القاعدة في سفر الرؤيا أن السماء واحدة، سواء استخدمت الكلمة استخدامها التقليدي، للإشارة إلى ذلك العالم العلوي المبهم، أو استخدمت للإشارة إلى رافد الراقدين – مقارنة بالأرض كرمز للكرازة، وبالبحر كرمز للأمم. وقد وردت الكلمة في السفر أربعا وخمسين مرة، والمرة الوحيدة التي أتت فيها الكلمة بصيغة الجمع( السموات ) كانت في سياق الاحتفالية الكبرى بالآية العظيمة التي ظهرت في السماء، أي المرأة المتسربلة بالشمس، التي ولدت ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد، وماصاحب حدث التجسد هذا من نصرة عظمى على التنين الحية القديمة، وفي هذا السياق سمعت البشرى، بصوت عظيم "«الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ"( رؤ 12: 10و 11 )، وفي هذا السياق وضعت الكلمتان ( المفرد والجمع ) في دراسة مقارنة؛ فبينما تشير الكلمة المفردة إلى رافد الراقدين، صاحب باكورة الاحتفالية - كما رأينا- نجد أن صيغة الجمع ( السموات ) تشير إلى الكنيسة الكاملة، ومجيء السماء الأولى ( الراقدين ) هو باكورة مجيء الكنيسة الكاملة"مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا»( رؤ12: 12 ). " السماوات والساكنون فيها" عبارة تكافئ تماما، وتعني " ملكوت السموات"، في مقابل عبارة " ساكني الأرض والبحر" التي تعني المحسوبين على ضد المسيح. إذن ماذا أضاف جمع كلمة السماء في " ملكوت السموات "؟ الإجابة باتت واضحة؛ فهو ملكوت السموات الثلاث، الكنيسة الممتلئة بروافدها الثلاثة، الذي يشبه"خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ"( مت13: 33 ).
مامعنى أن المدينة العظيمة صارت ثلاثة أقسام؟
2- ثلاثية أقسام المدينة العظيمة أورشليم النازلة من السماء، الكنيسة، قيمة ثابتة ومتجذرة كتابيا، ومرموز لها منذ القدم، بدءا من ثلاثية طوابق فلك نوح مرورا بثلاثية أقسام خيمة الاجتماع، ثم مرورا بثلاثية أقسام الهيكل القديم، وانتهاء بثلاثية " هيكل سفر الرؤيا "، فيكتب يوحنا :" ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا، وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلًا لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ. وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ، فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا "( رؤ11: 1و2 )، والأقسام الثلاثة في العبارة هي: " هيكل الله"، والمقصود به قدس الأقداس ، و"المذبح والساجدون فيه"، والمقصود به القدس، و" الدار التي هي خارج الهيكل" والمقصود بها الدار الخارجية. ونعود فنؤكد أن المقصود بهيكل الله في العبارة هو قدس الأقداس ، كما هو ثابت في السفر ، أيضا في موضع آخر:" وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ "( رؤ11: 19 ). والمعروف أن تابوت العهد مكانه قدس الأقداس الذي لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة، ولا يوجد فيه ساجدون، ولا يوجد فيه مذبح، بعكس القدس. والخلاصة - هنا – هي أن قدس الأقداس – بما يحمله من رمزية دخول رئيس الكهنة ، أي الكلمة المتجسد – يشير إلى رافد الكرازة ، رافد قمة وعي الكنيسة بذاتها ككنيسة، الرافد الذي قبل وآمن بمعية رئيس الكهنة الأعظم، المسيح الرب، في ولوجه إلى الأقداس الحقيقية مرة واحدة وإلى الأبد. والقدس يشير إلى رافد الراقدين، بنفوس أصحابه الذين تحت المذبح، والذين ينتظرون مجيء رئيس الكهنة ليدخلوا - في معيته - إلى قدس الأقدس، الكنيسة جسد الرب. والدار الخارجية التي أعطيت للأمم، تشير إلى رافد الأمم المطروح خارجا ، والمداس، والمدان ، من طرفنا في هذا العالم.
3- ملكوت السموات، المدينة العظيمة أورشليم النازلة من السماء، الكنيسة ، يتكون من ثلاث سموات: السماء الأولى، سماء رقم واحد- والواحد هو الحد الأدني الوجودي- هي رافد الراقدين الذين بظهورهم في معية الرب، حينما تجسد، دشن – لأول مرة في تاريخ البشر- مفهوم الكنيسة كجسد للرب، فهم أول من التحق به. والسماء الثانية – والرقم اثنان هو المحو والنسخ – هي رافد الأمم الذي كان منسوخا من وعينا به في هذا العالم، ليظهر موجودا ، في المسيح. وأما السماء الثالثة- والرقم ثلاثة هو رقم الشهادة للوجود – فهو رافد الكرازة، قمة وعي الكنيسة بذاتها ككنيسة. هذا هو الرافد المختطف إلى السماء الثالثة، وهذا ماقد اختبره الرسول بولس بنفسه حينما كتب:" أعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا"(2كو12 :2-4 ) ؛ فرافدنا ، رافد السماء الثالثة، لا يرقد كالسابقين بل يختطف، أي يتغير"لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ"(1كو15 : 51)،" سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ"(1تس4: 17 ). ترى هل أدركنا لماذا هو ملكوت السموات وليس ملكوت السماء، وقد كان من المفترض والمنطقي أن يكون الأخير كافيا.القاعدة في سفر الرؤيا أن السماء واحدة، سواء استخدمت الكلمة استخدامها التقليدي، للإشارة إلى ذلك العالم العلوي المبهم، أو استخدمت للإشارة إلى رافد الراقدين – مقارنة بالأرض كرمز للكرازة، وبالبحر كرمز للأمم. وقد وردت الكلمة في السفر أربعا وخمسين مرة، والمرة الوحيدة التي أتت فيها الكلمة بصيغة الجمع( السموات ) كانت في سياق الاحتفالية الكبرى بالآية العظيمة التي ظهرت في السماء، أي المرأة المتسربلة بالشمس، التي ولدت ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد، وماصاحب حدث التجسد هذا من نصرة عظمى على التنين الحية القديمة، وفي هذا السياق سمعت البشرى، بصوت عظيم "«الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ"( رؤ 12: 10و 11 )، وفي هذا السياق وضعت الكلمتان ( المفرد والجمع ) في دراسة مقارنة؛ فبينما تشير الكلمة المفردة إلى رافد الراقدين، صاحب باكورة الاحتفالية - كما رأينا- نجد أن صيغة الجمع ( السموات ) تشير إلى الكنيسة الكاملة، ومجيء السماء الأولى ( الراقدين ) هو باكورة مجيء الكنيسة الكاملة"مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا»( رؤ12: 12 ). " السماوات والساكنون فيها" عبارة تكافئ تماما، وتعني " ملكوت السموات"، في مقابل عبارة " ساكني الأرض والبحر" التي تعني المحسوبين على ضد المسيح. إذن ماذا أضاف جمع كلمة السماء في " ملكوت السموات "؟ الإجابة باتت واضحة؛ فهو ملكوت السموات الثلاث، الكنيسة الممتلئة بروافدها الثلاثة، الذي يشبه"خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ"( مت13: 33 ).
ثالثا:
ثلاثية تركيب الكنيسة في مشاهد الباقة السابعة
1- مشهد المرأة
المتسربلة بالشمس
إن شئت أن تعتبرها الخليقة فأنت صادق، وإن شئت
أن تعتبرها الكنيسة فأنت محق، فهي على أي حال الكنيسة الخليقة الجديدة، الخليقة
المكللة برقم الكنيسة، الاثني عشر، وقد قبلت أن يتجسد فيها الكلمة.
اقتباس : " وَسَمِعْتُ
صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ
وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا،
الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. وَهُمْ غَلَبُوهُ
بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى
الْمَوْتِ. مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا.
وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ
غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا»( رؤ12: 10- 12 ).
التعليق : هؤلاء
المتهللون المحتفلون بالخلاص هم أصحاب رافد الراقدين الذين بمجرد تجسد الكلمة
وتقديمه ذاته كذبيحة إلا وقد استعيد لهم وجودهم الجديد في المسيح ككنيسة.
وبالمناسبة لدينا ثلاث كلمات دلالية، في سياق الحديث عن روافد الكنيسة ، في سفر
الرؤيا : الأولى هي " السماء "، وتشير إلى رافد الراقدين، و "الأرض
"، وتشير إلى رافد دعوة الكرازة الرسولية، و " البحر "، وتشير
إلى رافد الأمم . على أن الدقة تستلزم أن
ننوه بأن هناك فرقا بين الأرض وساكني الأرض ( الساكنين على الأرض)؛ فإذا كانت
الأولى هي رافد الكرازة، فالثانية ( ساكني الأرض والبحر) تشير إلى المعنى المقابل
تماما، أي إلى ماهو محسوب على ضد المسيح، الذي " سَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ
السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ
تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ"(رؤ13: 8
). والعلاقة هنا منطقية؛ فالأرض، أي ثمر الارض- الذي لحساب السماء- رافد الكرازة، أما ساكنو الأرض
فهم الأرضيون الزائلون والمسيطر عليهم من الوحش، وهكذا نستطيع تطبيق نفس العلاقة
على البحر، وساكني البحر، بالنسبة لرافد الأمم. لذلك بينما تقام أفراح الباقة السابعة
فالويل والغضب مصبوب على هؤلاء " وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ
إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا
قَلِيلًا» ( رؤ12: 12 ).
اقتباس :"
فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا
تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ. فَأَعَانَتِ الأَرْضُ
الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ
التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. فَغَضِبَ التِّنِّينُ
عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ
وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ"( رؤ12: 15- 17 ).
التعليق :ماء
النهر الذي ألقي كحرب ضد الكنيسة هو ذاته ماء نهر الفرات النهر الكبير
الذي سكب عليه جام الملاك السادس، وكما نشف ماؤه ليستقبل ملوك المشرق، أي رافد
الأمم فهو الآن - هنا - يبتلع من الأرض
كدعم ومعونة للمرأة المتسربلة بالشمس، الكنيسة الكاملة الممتلئة من الروافد الثلاثة.
والمعنى هو أن رافد دعوة الكرازة – الذي بطبيعته ،في هذا العالم، إقصائي، متجاهل،
ورافض لوجود الآخر الأممي بل حاسب إياه هالكا هلاكا أبديا ككل الوسط الذي هو منتمي
إليه، ولكن رافدنا هذا سيحدث له تغير دراماتيكي على المستوى الإسخاطولوجي إذ
سيتقبل وجود رافد الأمم معه كمكمل له في المسيح مع ثالثهم رافد الراقدين. لذلك كان
غضب التنين الشيطان، وكانت حربه ضد رافد دعوة الكرازة هنا في هذا العالم، حربه
المتمثلة في إقصاء الآخر، أي إقصاء رافد الأمم.
ذكرت إعالة المرأة، في البرية،
مرتان: المرة الأولى هي " وَالْمَرْأَةُ
هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا
هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا" ( رؤ12: 6 ). والمرة
الثانية هي " فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ
تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ
وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ"( رؤ12: 14 ). ولنا بعض
الملحوظات:
1- زمن الإعالة الأول هو ذاته –
نصا – زمن نبوة الشاهدين :" وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ، فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا
وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا». هذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنَارَتَانِ
الْقَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْضِ"( رؤ11: 3و4 ).كيف نفهم هذا، ومامعنى
الإعالة هنا؟ الشاهدان هما : 1- القدماء
الراقدون ، العهد القديم، 2- كنيسة العهد الجديد، رافد الكرازة بالإنجيل. والإعالة
هنا هي دعم الوحي الإلهي للكنيسة الشاهدة، بقديمها وجديدها ، وتأييدها بالرسل
والأنبياء الذين يضيئون لها الطريق ( لكي يعولوها هناك ). وتحليل الرقم- وفقا للغة الارقام في الكتاب
المقدس- يكشف هذا الأمر؛ فالرقم هو : ستون ومئتان وألف. والستون هو كنيسة العهد
القديم ( خمسة مضروب اثني عشر )، ومئتان هو مضروب اثنان ومئة، والمئة هي كنيسة
العهد الجديد ( عشرة مضروب عشرة ، الرافد
الذي يرى نفسه" الكل في الكل " في هذا العالم )، والاثنان هو البطلان
والنسخ، فالجديد قد أبطل كل لعنة الناموس التي للقديم )، فتكون محصلة تأويل هذا هي
" كنيسة القدماء وكنيسة العهد الجديد " اللذان لهما الحياة الأبدية (
الرقم ألف )، كشاهدي الوحي في الكنيسة الكاملة.
2- الإعالة الثانية تتجاوز إعالة
الوحي ، المعلن في رافدي الراقدين والكرازة، إلى الرعاية والإعالة الكاملة،
للروافد الثلاثة: الزمان ( الواحد ) هو الحد الأدني الوجودي، أي الرافد الذي يرى
نفسه الممثل الوحيد للكنيسة في هذا
العالم، رافد الكرازة. والزمانان ( الاثنان )، الرقم الذي يعني البطلان والنسخ
والمحو، يشير إلى رافد الامم ، الذي كان منسوخا في هذا العالم.
نصف الزمان
أما النصف، فتلك قصة أخرى؛ فالنصف في لغة أرقام الكتاب المقدس هو " شق العلاقة مع الله" والاعتزال عنه، أي " معية الرب المفقودة ". وقد كانت أول مرة ذكر فيها " النصف "- في الكتاب المقدس - هي مناسبة خطبة اسحق لرفقة في (تك24: 22 )، وكان المهر - في هذا السياق - نصف شاقل؛ ولم لا فالخطبة تعني الافتقاد إلى المعية الكاملة. أيضا كانت فدية الكفارة المقدمة للرب نصف شاقل فضة عن كل شخص ( خروج 30: 12- 16 )، وفدية الكفارة - بالتعريف- غايتها استعادة رضى الرب المفقود. أما أفضل اقتباس كتابي يدلل على هذا - من وجهة نظري - هو:" وَبَنُو نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى سَكَنُوا فِي الأَرْضِ وَامْتَدُّوا مِنْ بَاشَانَ إِلَى بَعْلِ حَرْمُونَ وَسَنِيرَ وَجَبَلِ حَرْمُونَ... وَخَانُوا إِلهَ آبَائِهِمْ وَزَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةِ شُعُوبِ الأَرْضِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ. فَنَبَّهَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ رُوحَ فُولَ مَلِكِ أَشُّورَ وَرُوحَ تَغْلَث فَلْنَاسَرَ مَلِكِ أَشُّورَ، فَسَبَاهُمُ، الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، وَأَتَى بِهِمْ إِلَى حَلَحَ وَخَابُورَ وَهَارَا وَنَهْرِ جُوزَانَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ"( 1أخ 5: 23- 25 ). وفي العهد الجديد لدينا مثالان فقط: 1- رأس يوحنا المعمدان الذي استبدل بنصف مملكة هيرودس- كان قمة التعبير عن عصيان هيرودس للرب ( راجع :مر6: 23- 29 ). ونصف أموال زكا، التي ردت للمساكين، كانت تشير إلى مظالمه السابقة، ( راجع: لو19: 8 ).
نصف الزمان
أما النصف، فتلك قصة أخرى؛ فالنصف في لغة أرقام الكتاب المقدس هو " شق العلاقة مع الله" والاعتزال عنه، أي " معية الرب المفقودة ". وقد كانت أول مرة ذكر فيها " النصف "- في الكتاب المقدس - هي مناسبة خطبة اسحق لرفقة في (تك24: 22 )، وكان المهر - في هذا السياق - نصف شاقل؛ ولم لا فالخطبة تعني الافتقاد إلى المعية الكاملة. أيضا كانت فدية الكفارة المقدمة للرب نصف شاقل فضة عن كل شخص ( خروج 30: 12- 16 )، وفدية الكفارة - بالتعريف- غايتها استعادة رضى الرب المفقود. أما أفضل اقتباس كتابي يدلل على هذا - من وجهة نظري - هو:" وَبَنُو نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى سَكَنُوا فِي الأَرْضِ وَامْتَدُّوا مِنْ بَاشَانَ إِلَى بَعْلِ حَرْمُونَ وَسَنِيرَ وَجَبَلِ حَرْمُونَ... وَخَانُوا إِلهَ آبَائِهِمْ وَزَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةِ شُعُوبِ الأَرْضِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ. فَنَبَّهَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ رُوحَ فُولَ مَلِكِ أَشُّورَ وَرُوحَ تَغْلَث فَلْنَاسَرَ مَلِكِ أَشُّورَ، فَسَبَاهُمُ، الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، وَأَتَى بِهِمْ إِلَى حَلَحَ وَخَابُورَ وَهَارَا وَنَهْرِ جُوزَانَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ"( 1أخ 5: 23- 25 ). وفي العهد الجديد لدينا مثالان فقط: 1- رأس يوحنا المعمدان الذي استبدل بنصف مملكة هيرودس- كان قمة التعبير عن عصيان هيرودس للرب ( راجع :مر6: 23- 29 ). ونصف أموال زكا، التي ردت للمساكين، كانت تشير إلى مظالمه السابقة، ( راجع: لو19: 8 ).
إذن " نصف الزمان " ،
هنا ، هو كنيسة الراقدين التي تستعيد معية الرب المفقودة، حينما تجسد.
- تعبير " جناحي النسر العظيم "
تعبير ذو جذور قديمة ، كتابيا ، في توصيف رعاية وعناية الرب بكنيسته التي هي خاصته، من دون
شعوب الأرض؛ ففي سفر الخروج : " وَأَمَّا مُوسَى فَصَعِدَ إِلَى اللهِ. فَنَادَاهُ
الرَّبُّ مِنَ الْجَبَلِ قَائِلًا: «هكَذَا تَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا
حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. فَالآنَ
إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي، وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ
جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ
كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ» "( خر19: 3- 6 ). وفي التثنية :" إِنَّ
قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ. وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ،
وَفِي خَلاَءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ
عَيْنِهِ. كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ
جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ، هكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ
إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ"( تث32: 9- 12 ). وتعبير
" من وجه الحية " يشير- هنا – إلى أسوء حرب توجهها الحية نحو
الكنيسة، حرب الإقصاء والعنصرية،لذلك ليس غريبا أن زمن الإعالة – هنا – "
زمان وزمانين ونصف زمان" – ذا مدلول سلبي في نظرة الكنيسة – بروافدها الثلاثة
– نحو ذاتها، من النظرة النرجسية للذات وإقصائها للآخر( نظرة رافد الكرازة نحو
الأمم )، أيضا وضع رافد الراقدين وافتقاده لمعية الرب، لحين تجسده. كل هذا كان تحت
الرعاية والسيطرة الإلهية حتى لا تضيع الكنيسة في زمن غربتها في العالم.
للأمانة العلمية نقرر أن " زمانين "أي صيغة المثنى لم ترد في الأصل اليوناني للعهد الجديد، ولم ترد أيضا في سبعينية ( دانيال12: 7 )، التي ذكرت فيها نفس العبارة ، وما قد ورد بالفعل هو صيغة الجمع " أزمنة )، ولكن على كل حال هو اجتهاد جيد وموفق من المترجم؛ فنحن بصدد فترة زمنية محددة وثابتة مصبوبة في عدة صياغات وتنويعات؛ وإذا كانت المرأة قد أعيلت في البرية ألفا ومئتين وستين يوما، فمعنى هذا أن " الأزمنة "- الكلمة الأصلية- هي زمانان، تحديدا، لتنسجم النسبة ، فهي نفس القيمة ونفس النسبة فيما سنذكره من هذين التعبيرين:
للأمانة العلمية نقرر أن " زمانين "أي صيغة المثنى لم ترد في الأصل اليوناني للعهد الجديد، ولم ترد أيضا في سبعينية ( دانيال12: 7 )، التي ذكرت فيها نفس العبارة ، وما قد ورد بالفعل هو صيغة الجمع " أزمنة )، ولكن على كل حال هو اجتهاد جيد وموفق من المترجم؛ فنحن بصدد فترة زمنية محددة وثابتة مصبوبة في عدة صياغات وتنويعات؛ وإذا كانت المرأة قد أعيلت في البرية ألفا ومئتين وستين يوما، فمعنى هذا أن " الأزمنة "- الكلمة الأصلية- هي زمانان، تحديدا، لتنسجم النسبة ، فهي نفس القيمة ونفس النسبة فيما سنذكره من هذين التعبيرين:
1- ثلاثة أيام ونصف، زمن
التشهير بجثتي الشاهدين بعد موتهما: " وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا، فَالْوَحْشُ
الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا.
وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى
رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا. وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ
وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَنِصْفًا، وَلاَ يَدَعُونَ
جُثَّتَيْهِمَا تُوضَعَانِ فِي قُبُورٍ"( رؤ11: 7- 9 ).الموت – هنا – هو شركة
موت المسيح المحيي التي تعيد إليهما حياتهما ليصعدا إلى السماء. وهما لم يدفنا لأن
موتهما لم يكن موتا أبديا ؛ فالقدماء ( نصف اليوم )استعيدت معيتهم بالكلمة
المتجسد، حينما تجسد، وأصحاب دعوة الكرازة
( ثلاثة الأيام ) - الذين يشهدون بوجود الكنيسة الكاملة ( من وجهة نظرهم ) –
يختطفون معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء.
2- اثنان وأربعون
شهرا - الذي هو نفس قيمة " ألف ومئتين
وستين يوما – التي ديست فيها الدار الخارجية للهيكل، من الأمم، هي رمز لرافد الأمم
المحكوم والمدان في هذا العالم طيلة زمن إعالة الكنيسة على الأرض؛ فالرقم "
اثنان وأربعون "هو اثنان ( البطلان ) وأربعون ( أربعة ( الإحاطة ) مضروب عشرة
( الكل) )، الرقم يشير إلى البطلان الذي يحيط بالكل؛ فهو الرافد المدان كليا
والغائب تماما عن وعينا في هذا العالم.
إذن لدينا أربع معالجات مختلفة
لزمن الإعالة، أو قل زمن الغربة، للكنيسة في هذا العالم، وهي تنويعات مختلفة لنغمة
واحدة ، وهم :
1- ألف ومئتان وستون. 2- زمان
وزمانان ونصف زمان.3- ثلاثة أيام ونصف. 4- اثنان وأربعون شهرا.
المعالجةالأولى والثالثة تخصان
رافدي الكرازة والراقدين.المعالجة الثانية تخص الروافد الثلاثة مجتمعة. المعالجة
الرابعة تخص رافد الأمم وحده.
الوحشان ( رؤ
13 )
بعيدا عن التفسيرات الخرافية، أو
التاريخية، لماهية الوحش - بل بعيدا عن حالة الرعب المصاحبة – أحيانا – لمجرد ذكر رقم الوحش
" 666"، أو "فوبيا 666" ( hexakosioihexekontahexaphobia )، بعيدا عن كل هذا نقول بأننا بصدد الحديث عن منظومة
الحرب ضد تكريس وجود الكنيسة الكاملة والآتية من ثلاثة روافد : الراقدين،
والكرازة، والأمم.
الوحش الأول، الطالع من البحر
هو مايطلق عليه يوحنا اللاهوتي في رسالته الاولى ( إصحاح:2و4 ) مصطلح " ضد المسيح "، ويطلق عليه الرسول بولس مصطلح إنسان الخطية، ابن الهلاك، فيكتب:" لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ. أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا" ( 2تس2: 3- 10 ).
هو مايطلق عليه يوحنا اللاهوتي في رسالته الاولى ( إصحاح:2و4 ) مصطلح " ضد المسيح "، ويطلق عليه الرسول بولس مصطلح إنسان الخطية، ابن الهلاك، فيكتب:" لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ. أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا" ( 2تس2: 3- 10 ).
اقتباس :"
ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ
لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى
رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ. وَالْوَحْشُ الَّذِي
رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ
أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا. وَرَأَيْتُ
وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ
شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ،( رؤ13: 1- 3 ).
التعليق: هو وحش أنانية البشر ونرجسيتهم وعزلتهم ، وحش دوافع الإنسان العتيق، تلك الدوافع المهلكة الفاعلة في اتجاه ضد المسيح ومجيئه.
التعليق: هو وحش أنانية البشر ونرجسيتهم وعزلتهم ، وحش دوافع الإنسان العتيق، تلك الدوافع المهلكة الفاعلة في اتجاه ضد المسيح ومجيئه.
اقتباس :"
وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ
يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ،
لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ.
وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ
وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ.
فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ
مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ"( 13: 5-8).
التعليق: الاثنان والأربعون شهرا، زمن غربة الكنيسة - وإحدى تنويعات ذلك الزمان- وكنا قد تطرقنا إليها بخصوص الزمن الذي ديست فيه الدار الخارجية للهيكل من قبل الأمم ( رؤ11: 2 ). والمقصود هنا أن رافد الأمم قد حسب على ضد المسيح، وقد حسب مفعولا به من قبل الوحش الطالع من البحر، وبالرغم من كونهم قديسين وأسماؤهم مكتوبة في سفر حياة الخروف الذي ذبح فقد حسبوا مغلوبين بالرغم من كونهم رأسا، كان مذبوحا – وجرحه المميت قد شفي – لذلك الذي هم محسوبون عليه، أي ضد المسيح.
التعليق: الاثنان والأربعون شهرا، زمن غربة الكنيسة - وإحدى تنويعات ذلك الزمان- وكنا قد تطرقنا إليها بخصوص الزمن الذي ديست فيه الدار الخارجية للهيكل من قبل الأمم ( رؤ11: 2 ). والمقصود هنا أن رافد الأمم قد حسب على ضد المسيح، وقد حسب مفعولا به من قبل الوحش الطالع من البحر، وبالرغم من كونهم قديسين وأسماؤهم مكتوبة في سفر حياة الخروف الذي ذبح فقد حسبوا مغلوبين بالرغم من كونهم رأسا، كان مذبوحا – وجرحه المميت قد شفي – لذلك الذي هم محسوبون عليه، أي ضد المسيح.
الوحش الثاني، الطالع من الأرض
" ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ" ( رؤ13: 11- 17 ).
" ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ" ( رؤ13: 11- 17 ).
التعليق : هو
مايطلق عليه سفر الرؤيا مصطلح " النبي الكداب "، وهو هكذا، أي كداب،
لأنه يتمسح، ويتلبس الكنيسة، كنيسة الكرازة الرسولية، رافدنا نحن المدعوين
مسيحيين؛ فيتصرف رافدنا - في هذا العالم -كما لو كان يمتلك ويحتكر المسيح ، وفي إقصائية
شديدة يغلق عل المسيح أي فرصة - أو إمكانية أو قدرة - للوصول إلى آخرين غير
أفراده. الوحش الثاني طالع من الأرض، والأرض في سفر الرؤيا تشير إلى رافد الكرازة.
وهو طالع ليدعم الوحش الأول، ابن الهلاك، فيجعله فعالا ونشطا في حجب كل أفراد رافد
الأمم واحتسابهم من الهالكين، مزكيا بذلك- ودافعا في اتجاه – الطائفية والعنصرية
والتعصب واحتكار الحقيقة المطلقة، ومالغريب في ذلك، أليس هو الرافد الذي احتكر
المسيح في هذا العالم؟ أهم شيء بالنسبة له " السمة " سمة الوحش، التي من
الممكن أن تتجاوز سمة الرافد إلى سمة الطائفة المعينة التي يفترض أن لا أحد خارجها
له موضع في المسيح، ككنيسة. هذه هي علاقة النبي
الكداب بالوحش الأول الطالع من البحر فهو " الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ
الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ
"(رؤ19: 20 ). هذا هو الذي يجعل الوحش الأول يلتهم كنيسة الأمم؛ فالوحش الأول
طالع من البحر، والبحر رمز لكنيسة الأمم. أيضا الإشارة إلى السبي :" إِنْ كَانَ
أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ
بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ
وَإِيمَانُهُمْ"( رؤ13: 10 )، هي إشارة إلى أفراد رافد الأمم المسبيين في
بابل الجديدة، ضد المسيح، والذي بفضل كورش الجديد يسوع المسيح يتحررون ويستعلنون
ككنيسة. ولكي نستكمل منظومة الشر، منظومة أضداد المسيح، نذكر بابل أم الزواني التي
هي "امْرَأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ،
لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ"( رؤ17: 3 ).وبابل هي التطبيق
العملي لمنظومة الشر في الكيان الإنساني العتيق، هي منظومة الشهوات المهلكة
المستعلنة كسقف لوحش الأنانية والعزلة ابن الهلاك، مثلما يستعلن وحش الكداب أبشع
صور العنصرية والإقصاء كمنتج لدوافع ابن الهلاك. ورابع أعضاء منظومة الشر، الرئيس،
هو الشيطان، هو " تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ
قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ" ( رؤ12: 3 ).
السبعة رؤوس والعشرة قرون
هي سمة كل من التنين، والوحش الطالع من البحر، والوحش القرمزي الذي تجلس عليه المرأة المتسربلة بالأرجوان، بابل العظيمة أم الزواني، الذي هو ذاته الوحش الأول. الوحش فوق قرونه العشرة ، عشرة تيجان، بينما التيجان السبعة فوق رؤوس التنين السبعة. التيجان هي السلطان، سلطان الوجود العتيق الذي يحارب- ويفتن - كل البشر ( العشرة يعنى الكل ) بما فيهم أفراد الكنيسة. أما سلطان التنين " السباعي "- والسبعة دائما لها علاقة بامتلاء الكنيسة- فهو سلطان محاربة الكنيسة حتى لا تمتلئ بروافدها الثلاثة، هو السلطان المعطى لضد المسيح حتى يستطيع أن يكون ضد المسيح.
السبعة رؤوس والعشرة قرون
هي سمة كل من التنين، والوحش الطالع من البحر، والوحش القرمزي الذي تجلس عليه المرأة المتسربلة بالأرجوان، بابل العظيمة أم الزواني، الذي هو ذاته الوحش الأول. الوحش فوق قرونه العشرة ، عشرة تيجان، بينما التيجان السبعة فوق رؤوس التنين السبعة. التيجان هي السلطان، سلطان الوجود العتيق الذي يحارب- ويفتن - كل البشر ( العشرة يعنى الكل ) بما فيهم أفراد الكنيسة. أما سلطان التنين " السباعي "- والسبعة دائما لها علاقة بامتلاء الكنيسة- فهو سلطان محاربة الكنيسة حتى لا تمتلئ بروافدها الثلاثة، هو السلطان المعطى لضد المسيح حتى يستطيع أن يكون ضد المسيح.
عَدَدَ الْوَحْشِ : سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ (13: 18 )
نحتاج
إلى بعض التمارين العقلية المؤيدة كتابيا، لتحليل الرقم:
1- الرقم
" ستة " هو رقم التجاهل والإقصاء ، وهو رقم الإنسان؛ فقد كانت خلقة
الإنسان، في اليوم السادس ( تك1 : 26- 31 )، هي أول مناسبة كتابية لظهور هذا
الرقم. وبظهور الإنسان ظهرت الطبيعة العتيقة بنرجسيتها وأنانيتها وإقصائها للآخر،
ظهر تمركز الإنسان حول ذاته، وعزلته ورفضه لوجود الآخر، الأمر الذي افتضح في لحظة
سقوط الإنسان الأول.
2- الرقم
" ستمئة " هو رقم الفرقة الناجية ( إذا جاز التعبير )، على خلفية هلاك
الجميع؛ فقد كان عمر نوح ستمئة سنة عندما دمر الطوفان العالم كله فيما عدا نوح
وأهل بيته ( تك7: 11 ).
3- الرقم
" عشرة " يشير إلى " العدد الإحمالي والكلي " فالعدد الإجمالي
للعذارى عشر ، منهم خمس حكيمات وخمس
جاهلات ( مت25: 5)، والعدد الإجمالي للدراهم عشرة، وقد أضاعت المرأة واحدا ( لو15:
8- 10 )، وعدد البرص عشرة، وقد رجع منهم واحد فقط وهو السامري ( لو17: 11- 19 ).
الرقم هو: ستة، مضافا إليه ستة مضروب عشرة، مضافا إليه ستمئة، والرقم بهذا
الشكل يمكن تأويله إلى : تجاهل وإقصاء + كل الذين يجهلون أنفسهم – ونجهلهم نحن –
ككنيسة + معتبرين إياهم من الهالكين، من دوننا نحن الفرقة الناجية الوحيدة،
باعتبارنا الذين للمسيح، وحدنا، في هذا العالم.
"ستمئة وستة وستون" هو عدد إنسان، عدد إنسان الهلاك، عدد وحش
أنانيتنا ونرجسيتنا المدعوم بتعصبنا الديني المتمسحن ( المتلبس الممسيح )،
والمدعوم بنبوتنا الكاذبة عن أنفسنا وعن الآخر ( لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ )،
الأمر الذي يجعلنا نقصي الجميع عن المسيح فيما عدا ماله سمتنا فنشترك مع الشيطان
في دعم ماهو ضد المسيح وماهو ضد مجيئه في رافد ثالث لنا ، نحن والراقدين، على أنه
قد بات من المتحتم على أصحاب دعوة الإنجيل – في هذا العالم – أن يدركوا أعجوبة
الوحش الطالع من البحر، يدركوا أن " وَاحِدًا
مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ
"( رؤ13: 3 )، أي يدركوا أن مايرونه نسيجا شريرا واحدا منسجما من ماهو ضد
المسيح- في الواقع- ليس كذلك ؛ ففي وسط ذلك يتغرب رافد من روافد الكنيسة.
مجدي داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق