الروح
القدس"
أولا: الصيغة المعرفة
لشطري الاسم
التعريف لشطري الاسم "دعوة"
للشركة في شخص الروح القدس، وهي دعوة تحتمل القبول مثلما تحتمل الرفض:
- "أما الفريسيون فلما سمعوا
قالوا: "هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين". فعلم يسوع أفكارهم،
وقال لهم: "... لذلك أقول لكم: كل خطية وتجديف يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن
الإنسان يغفر له، وأما من قال على "الروح القدس "(tou" pneumatos "tou" agiou") فلن يغفر له، لا في هذا العالم ولا في الآتي. (مت 12: 24 -
32).
تعليق:
من جدف على الروح القدس، أي رفض" دعوة "الشركة في الروح القدس،" لن
يغفر له، لا في هذا العالم ولا في الآتي".
- "لأن داود نفسه قال:"
بالروح القدس ": قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.
(مر 12: 36).
تعليق:
الصيغة المعرفة للشطرين "دعوة" للنصرة، في المسيح.
- "فمتى ساقوكم ليسلموكم، فلا
تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا، بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا.
لأن لستم أنتم المتكلمين بل "الروح القدس "(to" pneuma "to" agion") (مر
13: 11).
تعليق: الصيغة المعرفة للشطرين
"دعوة" للمواجهة الشجاعة بقوة الروح.
- "وكان قد أوحي إليه "بالروح
القدس" أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب (لو 2: 26).
تعليق:
الصيغة المعرفة للشطرين "دعوة" للحياة في المسيح.
- "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد
يسوع أيضا. وإذ كان يصلي انفتحت السماء، ونزل عليه "الروح القدس" (to" pneuma "to" agion") بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: "أنت
ابني الحبيب، بك سررت". (لو 3: 21 و 22).
تعليق:
الصيغة المعرفة للشطرين "دعوة" للمسحة بالشركة في الابن المتجسد الذي به
قد سر الآب، وفيه يمسح الكل.
- "وأما المعزي، "الروح
القدس "(to"
pneuma "to" agion ")، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم
كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. (يو 14: 26).
تعليق:
الصيغة المعرفة للشطرين "دعوة" للشركة في المسيح، إذ أن "المعزي"الذي
سيرسله الآب بهذا الاسم، "يعلم كل شيء ويذكر بكل ماقيل"، أي ينقل شهادة الرب
يسوع، الرأس، إلى كل أعضاء الجسد، أي كل مضمون الاسم.
- "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون،
قال "الروح القدس": "أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه".
فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهما". (أع 13: 2و3).
تعليق:
الصيغة المعرفة للشطرين "دعوة "للعمل في خدمة الرب .
ثانيا: صيغة تعريف اسم:
"القدس"فقط
هي صيغة "عطية الروح القدس
"كقدرة وكقوة وكإمكانية:
- "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم
وعمدوهم باسم الآب والابن و"الروح القدس". (tou" agiou pneumatos "). (مت 28: 19).
تعليق:
فهي عطية الروح القدس في المعمودية.
- "ابتدأ يقول لتلاميذه :...
ولكن أقول لكم يا أحبائي: ... وأقول لكم: كل من اعترف بي قدام الناس، يعترف به ابن
الإنسان قدام ملائكة الله. ومن أنكرني قدام الناس، ينكر قدام ملائكة الله. وكل من قال
كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جدف على "الروح القدس" (to" agion pneuma") فلا يغفر له. ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا
تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون، لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما
يجب أن تقولوه".(لو 12: 1- 12).
تعليق:
من جدف على الروح القدس (المعطى في المعمودية)، أي رفض فاعليته وقدرته، "فلا يغفر
له"، إذ قد فقد القدرة على الاعتراف بالكلمة المتجسد، وبالتالي "ينكر قدام
ملائكة الله"، "فالروح القدس هو الذي يعلم في تلك الساعة ما يجب أن يقال".
- " .. ستنالون قوة متى حل
"الروح القدس" عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة
وإلى أقصى الأرض". (أع 1: 8).
تعليق:
هي صيغة "القوة" والقدرة على الشهادة للرب يسوع المسيح .
- " ..بطرس: "توبوا وليعتمد
كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا "عطية الروح القدس".
لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بعد، ... " (أع 2: 38 و 39).
تعليق:
هي صيغة "العطية" التي في قبولها (بالمعمودية)، القدرة والامكانية لتحقق
"الموعد" للكل، في اسم يسوع المسيح .
- "وأما الكنائس في جميع اليهودية
والجليل والسامرة فكان لها سلام، وكانت تبنى وتسير في خوف الرب، وبتعزية "الروح
القدس "كانت تتكاثر .(أع9: 31).
تعليق:
هي صيغة القوة والقدرة التي "بتعزيتها" تبنى الكنيسة.
- "فاندهش المؤمنون الذين من
أهل الختان، كل من جاء مع بطرس، لأن "موهبة الروح القدس "(tou" agiou pneumatos") قد انسكبت على الأمم أيضا. لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة
ويعظمون الله. حينئذ أجاب بطرس: "أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد
هؤلاء الذين قبلوا "الروح القدس"(to" pneuma "to" agion ")
كما نحن أيضا ؟ "(أع10: 45 و 46).
تعليق:
هي صيغة "الموهبة"، فمواهب الروح القدس هي قدرات وإمكانات يعطيها الروح من
أجل الكرازة وانتشار الإنجيل.
- "وبعد ما اجتازوا في فريجية
وكورة غلاطية، منعهم "الروح القدس" أن يتكلموا بالكلمة في أسيا. (أع 16:
6).
- "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة
الله، و"شركة الروح القدس" مع جميعكم. آمين". (2 كو 13: 14) .
تعليق:
هي صيغة "الشركة"، فشركة الروح القدس ليست تنظيرا فلسفيا، بل هي قدرة وإمكانية على الفعل النعموي، الذي يكتمل بصيرورة
الإنسان روحانيا، أي إنسانا في الروح، والروح فيه، في شركة أبدية لا تنحل، كهيكل أبدي
للروح القدس .
ثالثا: الصيغة التي بدون
تعريف لشطري الاسم
هي صيغة حدث النعمة الحي الفعال كاستعلان
لحضور شخص الروح القدس:
- "أما ولادة يسوع المسيح فكانت
هكذا: لما كانت مريم مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا وجدت حبلى "من الروح القدس"
(ek pneumatos agiou). (مت 1: 18) .
تعليق:
هي الصيغة التي تشير إلى بداية زمن تجسد الكلمة، بداية زمن عمل النعمة.
- "ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى
مني، الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم "بالروح القدس" (en pneumati agiw)
ونار. الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار
لا تطفأ". (مت 3: 11 و 12) .
تعليق:
في المسيح ، يصطبغ البشر بالروح القدس، فيثمرون لحساب الحياة الأبدية وجودا روحانيا
(نسبة للروح القدس)، فيجمع ثمر الكل في مخزنه. هكذا يتحقق وجود الكنيسة.
- "فأجاب الملاك وقال لها:
"الروح القدس" (pneuma agion) يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس
المولود (منك) يدعى ابن الله". (لو1: 35) .
تعليق:
هي الصيغة التي استخدمها المبشر ليزف بشرى بدء زمن النعمة بتجسد الكلمة.
- "فقال لهم يسوع أيضا:
"سلام لكم ! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا". ولما قال هذا نفخ وقال لهم:
"اقبلوا "الروح القدس" (labete pneuma agion).
من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت".(يو 20: 21 - 23) .
تعليق:
هي صيغة "القبول" الفعلي للروح القدس، وليست مجرد دعوة أو موعد للشركة في
الروح القدس.
- "يسوع الذي من الناصرة كيف
مسحه الله "بالروح القدس" (pneumati agiw)
والقوة. (أع10: 38).
تعليق: هي صيغة "المسحة
"الفعلية بالروح القدس، وليس مجرد موعد أو دعوة للمسحة.
- "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو
هيكل "للروح القدس" (agiou pneumatos) الذي فيكم، الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم
؟ لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله. (1كو
6: 19 و 20) .
تعليق:
هي صيغة السكنى الفعلية للروح القدس في أعضاء الكنيسة "كهيكل".
- "وليس أحد يقدر أن يقول:
"يسوع رب" إلا "بالروح القدس". (1 كو 12: 3).
تعليق:
هي صيغة الشهادة الفعلية للرب يسوع، أي امتداد كيانه في الكنيسة.
- "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله
وإحسانه - لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته - خلصنا بغسل الميلاد الثاني
وتجديد "الروح القدس" (pneumatos agiou )، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع
المسيح مخلصنا .(تي3: 4 و5).
تعليق:
هي صيغة "التجديد" الفعلي "الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا".
- "الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم،
بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بشروكم في
"الروح القدس" (pneumati agiw ) المرسل
من السماء. التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها. (1بط 1: 12).
تعليق:
هي صيغة "البشرى "السمائية بالأمور" التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها".
- "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة
إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من "الروح القدس". (2بط 1:
21).
تعليق:
هي صيغة "الوحي" حيث يخضع أناس الله القديسون لسيطرة الروح، الفعلية، التي
تجعلهم يتكلمون وفقا لمشيئة الله، فيصبح ما يكتبونه أو يقولونه هو كلمة الله.
- "هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم،
نفسانيون لا روح لهم. وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين
"في الروح القدس" (en pneumati agiw )، واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة
الأبدية. (يه: 19-21).
تعليق: هي صيغة حالة "الصلاة"
الحقيقية، الفعلية، التي "تنتظر رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية".
رابعاً: ملحوظات وتعليقات
1- الصيغة المعرفة لشطري الاسم (to" pneuma "to" agion ")
تشير إلى الشخص، والشخص - كما نقول دائما - "دعوة". شخص الروح القدس دعوة
للإنضمام إلى شركة الثالوث القدوس بالنعمة،
دعوة إلى الشركة في الروح القدس كساكن أبدي في البشر.
2- الصيغة التي تعتمد تعريفا لاسم
"القدس" فقط (to" agion pneuma
") تشير إلى عطية الروح القدس كإمكانية
وكقدرة متاحة وكمواهب، على مستوى الكل كما على مستوى الفرد. الحديث هنا ليس بخصوص وعد
أو دعوة، بل بخصوص إمكانية وقوة وطاقة فاعلة تؤتي ثمارها في حالة قبولها.
3- الصيغة غير المعرفة لشطري الاسم
( pneuma agion ) تأتي في سياق الحديث عن حدث النعمة الآني، فالأمر
لم يعد مجرد دعوة (كما في حالة الاسم المعرف للشطرين) أو إمكانية أو قدرة معطاة (كما
في حالة تعريف "القدس" فقط) بل قبول فعلي حي آني، من قبل الكنيسة لدعوة شخص
الروح القدس.
4- في النص المزدوج الوارد في (أع
10: 45 و 46): عندما كان الحديث يشير إلى تمام قبول شخص الروح القدس كدعوة، جاءت الصيغة
معرفة لشطري الاسم، بينما عندما أشار الحديث إلى انسكاب عطية الروح القدس على الأمم،
التي ظهرت في التكلم بالألسنة والعظائم، جاءت الصيغة التي تعتمد تعريف اسم "القدس"
فقط.
5- بخصوص ازدواج الصياغة بخصوص
"التجديف على الروح القدس":
- في النص الوارد في (مت 12: 24 -
32): عندما كان حديث الرب موجها إلى الفريسيين المرفوضين الذين تقولوا عليه بأنه ببعلزبول
رئيس الشياطين يخرج الشياطين، جاءت صيغة "الروح القدس" معرفة الشطرين، فالتجديف
هنا هو رفض مبدئي لشخص الروح القدس من قبل هؤلاء المرفوضين.
- وبخصوص النص الوارد في (لو12:
1- 12): عندما كان حديث الرب موجها إلى التلاميذ، جاءت الصيغة ذات التعريف الأحادي
لاسم "القدس" والتي تشير إلى الروح القدس المعطى كإمكانية وكقدرة، وهذا أمر
منطقي، فالتجديف هنا يعني رفض الانصياع للروح القدس المعطى لهم، رفض لعمل الروح القدس
الحال في المدعوين كقدرة وكطاقة لتفعيل دعوتهم.
" الرب "
الصيغة المعرفة (o kyrios)
(الشخص)
أولا: بخصوص طبيعة الشخص
1- "وكان مؤمنون ينضمون
"للرب" (tw kyriw) أكثر، جماهير من رجال ونساء". (أع 5:
14).
2- "فأرسلوا برنابا لكي يجتاز
إلى أنطاكية. الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في "الرب"
بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى
"الرب" جمع غفير". (أع 11: 22-24).
3- "فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون
أننا ونحن مستوطنون في الجسد، فنحن متغربون "عن الرب "(apo "tou" kyriou ). لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونسر بالأولى
أن نتغرب عن الجسد ونستوطن "عند الرب ". (2كو5: 6-8).
4- "فتأنوا أيها الإخوة إلى
"مجيء الرب". هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيا عليه حتى ينال
المطر المبكر والمتأخر , فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم، لأن "مجيء الرب "قد
اقترب. (يع5: 7و8) .
تعليق على النصوص:
الصيغة المعرفة، دائما، تعني الشخص المستقل المتمايز. وشخص الرب كيان عجيب مدهش يتميز
عن أي شخص آخر، بل هو يتميز عن ما يعنيه اسم "الله". وإن كان دائما يحدث
الخلط بين الاسمين فهذا لا يعني أن ذلك موقف صائب. فشخص الرب يأتي في سياق النعمة،
فالله لم يصر ربا إلا عندما صار خالقا. الألوهة لا تعني الربوبية ولكن الربوبية وظيفة
وعمل اضطلع الله به ليكشف محبته في خليقته بأن يرعاها ويتسيد عليها، وبالطبع، قبل الخليقة
لم يكن هناك أي من المربوبين وبالتالي لم يكن الله ربا. مفهوم "شخص الرب"
يأتي متوازيا مع مفهوم النعمة. وبالتأكيد كان الله، في العهد القديم، ربا لشعبه ولكن
في العهد الجديد استعلنت النعمة بتجسد الكلمة وبظهور الرب يسوع، التاريخي لم تعد الربوبية
مجرد عناية مادية لشعب مآله الموت الطبيعي، بل أصبحت الربوبية والعناية وجودا في شخص
الرب ذاته، أي في المسيح. وصار الرب يسوع رأسا لكيان ضخم هو الكنيسة، جسد الرب. وهكذا
نحن الآن نحيا في سياق تكميل مجيء الكيان الكامل لشخص الرب. فشخص الرب ليس فردا منعزلا
بل هو كيان جامع، كاثوليكي يضم كل شعب الرب، كل أفراد الكنيسة، وبدون أي فرد من المختارين
يبقى شخص الرب ناقصا. وبدون وجود الكنيسة يبقى شخص الرب مجرد رأس بلا جسد. وبالرجوع
إلى الاقتباسات نجد أن شخص الرب هو كيان ينضم إليه المؤمنون ويثبتون فيه (1و2)، وهو
الوطن البديل، الباقي، للمؤمنين عوضا عن وطن غربتهم البائد، الجسد (3)، وهو ثمر الكون
كله الذي يتحقق متراكما في أناة حتى ينال المطر المبكر والمتأخر، لكي يكتمل كل ملئه،
يكتمل مجيء شخص الرب (4).
ثانيا: بخصوص صيغة: شخص
"الرب يسوع "(تعريف "الرب "فقط)
5- "وكان "اسم الرب يسوع"
(to" onoma"
tou" kyriou iesou") يتعظم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون
مقرين ومخبرين بأفعالهم". (أع 19: 17 و18) .
6 –"والله قد أقام "الرب"
وسيقيمنا نحن بقوته. ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟".(1كو 6: 14و15).
7- "وأنا أرجو أنكم ستعرفون إلى
النهاية أيضا، كما عرفتمونا أيضا بعض المعرفة أننا فخركم، كما أنكم أيضا فخرنا في
"يوم الرب يسوع". (2كو 1: 13و14).
8- "لأن من هو رجاؤنا وفرحنا
وإكليل افتخارنا ؟ أم لستم أنتم أيضا أمام "ربنا يسوع (المسيح)" في مجيئه؟
لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا". (1تس2: 19و20).
9- "والله نفسه أبونا و"ربنا
يسوع (المسيح)" يهدي طريقنا إليكم. "والرب "(o kyrios)
ينميكم ويزيدكم في المحبة بعضكم لبعض وللجميع، كما نحن أيضا لكم، لكي يثبت قلوبكم بلا
لوم في القداسة، أمام الله أبينا في "مجيء ربنا يسوع" (المسيح) (en te parousia "tou" kyriou
emwn iesou ) مع جميع قديسيه" (1تس3:
11- 13) .
10- "إذ هو عادل عند الله أن
الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا، وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند "استعلان
الرب يسوع "من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيا نقمة للذين لا يعرفون
الله ،...، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه "الرب "(tou kyriou ) ومن مجد قوته، متى جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين.
لأن شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم".(2 تس1: 6- 10).
11- "لكي يتمجد اسم "ربنا
يسوع (المسيح) فيكم، وأنتم فيه، بنعمة إلهنا "والرب (kyriou)
يسوع المسيح ". (2 تس 1: 12) .
تعليق على النصوص: صيغة "شخص
الرب يسوع" (o kyrios iesous) تعني شخص الكلمة المتجسد، شخص الرب يسوع، التاريخي.
وبحسب المنطق الذي نؤكده في هذه الدراسة، فإن الشخص "دعوة"، ومضمون الدعوة،
هنا، هو ذلك الحدث النعموي العجيب الذي فيه يمتد كيان الرب يسوع في الكنيسة صائرا رأسا
لها ومصيرا إياها جسدا له. وعليه فإن شخص الرب يسوع - وإن كان هو الرأس، هو مصدر الكيان
كله، هو مركز شخص الرب - ليس هو كل ملء شخص الرب (o kyrios)،
بل هو حجر الزاوية الذي يبنى عليه البناء الشامخ الضخم الذي تعبر عنه صيغة "o kyrios"،
البناء الذي يضم كل أفراد الكنيسة. وهنا تبرز الصيغة التي تعبر عن شخص الرب الممتلئ
بالكنيسة، صيغة:" شخص الرب يسوع المسيح" (o kyrios iesous christos).
" مجيء" (parousia
= تحقق وجود الشخص = حضور الشخص) الرب يسوع" هو حدث التجسد، بينما "مجيء
الرب يسوع المسيح "هو كمال امتداد سر التجسد بتحقق وجود وحضور شخص الرب الممتلئ
بالكنيسة، الحدث الذي يتم الآن في "يوم ربنا يسوع المسيح "، حدث "استعلان
ربنا يسوع المسيح" في الكنيسة (16)، حدث "ظهور ربنا يسوع المسيح
"(20). لذلك إذا عدنا إلى الاقتباسات بخصوص "شخص الرب يسوع "، فإننا
نجد أن:
- اسم الرب يسوع يتعظم بانضمام المؤمنين
(5).
- كما أقام الله الرب يسوع، رأس الكنيسة،
سيقيم الكنيسة أيضا ،كجسد يضم جميع أعضاء المسيح، هؤلاء المنتمين إلى رأسهم الرب يسوع
(6).
- فخر الكنيسة ومجدها ووجودها هو في
مجيئها (تحقق وجودها وحضورها = parousia) في معية الرب يسوع (7و8و9).
- مجد الكنيسة ووجودها وحضورها هو
تمجد الرب يسوع فيها، هو استعلان شهادته فيها (10و11).
ثالثا: صيغة: شخص
"الرب يسوع المسيح "(تعريف "الرب "فقط)
12-" وأقام بولس سنتين كاملتين
في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه، كارزاً "بملكوت الله
"، ومعلما بأمر "الرب يسوع المسيح" (tou" kyriou iesou christou ")
بكل مجاهرة، بلا مانع. (أع 28: 30 و 31).
13 –"وليس ذلك فقط، بل نفتخر
أيضا بالله، "بربنا يسوع المسيح" الذي نلنا به الآن المصالحة". (رو5:
11).
14- "حتى كما ملكت الخطية في
الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، "بيسوع المسيح ربنا" (رو5:
21).
15- "لنسلك بلياقة كما في النهار:
لا بالبطر و.... بل البسوا "الرب يسوع المسيح"، ولا تصنعوا تدبيرا للجسد
لأجل الشهوات". (رو13: 14)
16- "كما ثبتت فيكم شهادة المسيح
( tou christou )، حتى إنكم لستم ناقصين في موهبة ما، وأنتم متوقعون
"استعلان ربنا يسوع المسيح" الذي سيثبتكم أيضا إلى النهاية بلا لوم في يوم
ربنا يسوع المسيح. أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه "يسوع المسيح ربنا"
(1كو1: 6-9).
17- "لأن الله لم يجعلنا للغضب،
بل لاقتناء الخلاص "بربنا يسوع المسيح". (1تس5: 9).
18- "وإله السلام نفسه يقدسكم
بالتمام. ولتحفظ روحكم (to pneuma) ونفسكم (e psyche)
وجسدكم (to swma) كاملة بلا لوم عند "مجيء ربنا يسوع المسيح "(1تس5:
23).
19- "ثم نسألكم أيها الإخوة من
جهة "مجيء ربنا يسوع المسيح" واجتماعنا إليه، أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم".
(2تس 2: 1).
20- "أوصيك أمام الله الذي يحيي
الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن: أن تحفظ الوصية بلا
دنس ولا لوم إلى "ظهور ربنا يسوع المسيح".(1تي6: 13و14) .
21- "لأننا لم نتبع خرافات مصنعة،
إذ عرفناكم بقوة "ربنا يسوع المسيح" ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه
أخذ من الله الآب كرامة ومجدا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: "هذا هو
ابني الحبيب الذي أنا سررت به ". ونحن سمعنا الصوت مقبلا من السماء، إذ كنا معه
في الجبل المقدس. وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها،
كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم".(2بط1:
16-19).
تعليق على النصوص:
صيغة "شخص الرب يسوع المسيح" (تعريف الرب فقط) تشير إلى ملء وكمال شخص الرب
وإلى ملء وكمال مفهوم الربوبية بكمال الجسد بكل أعضائه وليس مجرد الرأس (الرب يسوع
التاريخي). ففي النصوص السابقة نجد أن شخص الرب يسوع المسيح هو:
- ملء الملكوت والحياة الأبدية
(12و 14).
- الشخص الواحد الذي تتلبسه الكنيسة
كلها (15) .
- الشخص الذي بظهوره تتجلى الكنيسة
كجسد واحد له نفس واحدة مملوء بالروح القدس، الواحد (18).
- شركة الابن (16) .
- مجتمع أفراد الكنيسة كلهم (19).
- مآل حفظ الكنيسة للوصية بلا لوم
(20) .
- موضع مسرة الله بالبشر حينما يستنيروا
جميعا فيه كسراج منير يضيء موضعا مظلما وكانفجار النهار وظهور كوكب الصبح الرب يسوع
في في قلوب جميع أعضاء الكنيسة (21) .
أهمية التمييز بين الصيغتين
إدراكنا أن صيغة "شخص الرب يسوع
المسيح" تشير إلى ملء الربوبية التي لشخص الرب (o" kyrios ")، أي
إلى ملء وكمال النعمة بمجيء وحضور وتحقق وجود الكنيسة كاملة، بينما صيغة "شخص
الرب يسوع "تشير إلى رأس الكيان ومنبعه وحجر زاويته الممتد في الكنيسة، أي أنها
لا تشير إلى الكيان الممتلئ بل إلى الكيان المتنامي، الممتد، المتعاظم - يعطينا قدرة
وآلية نقدية نستطيع بها أن نرجح عدم صحة ورود اسم "المسيح" في بعض الأصول
المرجعية للعهد الجديد - والتي هي بطبيعة الحال ليست موضعا للإجماع - وذلك كما ورد
في الاقتباسات : (8)، (9) و (11).
- ففي الاقتباس الثامن نجد الخطاب
موجها نحو الكنيسة، نحو المدعوين لشركة كيان الرب، ولذلك فمن المنطقي - وفقا لمنطق
هذه الدراسة - أن تأتي البشارة بمجيء الكنيسة كنتيجة لمجيء رأس الكنيسة، الرب يسوع.
وهذا معناه أن سياق النص لا يمكن أن يكون هكذا:" أم لستم أنتم أيضا أمام ربنا
يسوع المسيح في مجيئه "، بل هكذا: "أم لستم أنتم أيضا أمام ربنا يسوع في
مجيئه".
- وفي الاقتباس التاسع نجد أن الرب
يسوع هو الذي يهدي الكنيسة ويثبتها وينميها وهذا ما يتجلى في مجيئه (مجيء الرب يسوع)
في صحبة ومعية (جميع قديسيه)، أي امتداد مجيئه (التجسد) في الكنيسة. وهذا معناه أن
سياق النص لا يمكن أن يكون هكذا: "مجيء الرب يسوع المسيح مع جميع قديسيه"،
بل هكذا: "مجيء الرب يسوع مع جميع قديسيه".
- وفي الاقتباس الحادي عشر نجد أن
اسم الرب يسوع يتمجد ويتعاظم في الكنيسة، إلى
أن يستعلن كمال النعمة وكمال الملء في صيغة
"شخص الرب يسوع المسيح ". وهذا معناه أن سياق النص لا يمكن أن يكون هكذا: "لكي يتمجد اسم
ربنا يسوع المسيح فيكم "، بل هكذا: "لكي يتمجد اسم ربنا يسوع فيكم".
والواقع أن صيغة الملء "الرب يسوع المسيح" تتضمن وتستوعب وجود وحضور ومجيء
الكنيسة، وبالتالي فلا معنى - على الأقل، إن لم يكن ذلك تناقضا - أن يجيء جميع القديسين
في معية "الرب يسوع المسيح"، لأن
صيغة الرب يسوع المسيح تتضمن جميع القديسين. أيضا لا معنى لوعد تمجد اسم الرب يسوع
المسيح في الكنيسة، لأنه، بالفعل، ما يعنيه اسم الرب يسوع المسيح هو تمجد اسم الرب
يسوع في الكنيسة .
الصيغة غير المعرفة (الشركة
في الشخص، حدث النعمة الآني)
22- "مبارك الآتي "باسم
الرب" (en
onomati kyriou) مباركة مملكة أبينا داود الآتية (باسم الرب).(مر11:
9و 10).
23- "وها أنت ستحبلين وتلدين
ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه "الرب الإله
"( kyrios o
theos ) كرسي داود أبيه، ويملك على
بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية ".(لو1: 31-33).
24- "فإن موسى قال للآباء: إن
نبيا مثلي سيقيم لكم "الرب "إلهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم
به. ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب ...، إذ أقام الله فتاه يسوع،
أرسله يبارككم ويرد كل واحد منكم عن شروره ".(أع3: 22-26).
25- "فلستم إذا بعد غرباء ونزلا،
بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله، مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح
نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مركبا معا، ينمو هيكلا مقدسا "في الرب"
(en kyriw). الذي فيه أنتم أيضا مبنيون معا، مسكنا لله في الروح .(أفس 2:
19-22).
26- "ولكن سيأتي كلص في الليل،
يوم "الرب" (emera kyriou )، الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات
التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل، أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى
؟ منتظرين وطالبين سرعة مجيء "يوم الله" (tes tou theou emeras)، الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكن بحسب وعده
ننتظر سماوات جديدة، وأرضا جديدة، يسكن فيها البر" .(2بط3: 10-13).
27- "وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ
السابع من آدم قائلا: "هوذا قد جاء "الرب" (kyrios)
في ربوات قديسيه، ليصنع دينونة على الجميع".(يه 14).
تعليق على النصوص:
صيغة "الرب" بدون تعريف ( kyrios
) تدخلنا في سياق حديث النعمة، الآني، حديث امتلاء كيان الرب بكنيسته، حديث قبول الكنيسة
لولوج شخص الرب والتموقع والاستيطان والعضوية فيه. لذلك فإذا عدنا إلى الاقتباسات فإننا
نجد أن سياق الحديث قد تغير من علاقة المعية بين الكنيسة وشخص الرب يسوع، رأس الكيان-
في مجيئه - ومن علاقة الضمنية التي تكشفها صيغة "شخص الرب يسوع المسيح"،
إلى علاقة الدخول الديناميكي الآني إلى شخص الرب:
- فالآتي المبارك المنتظر، ملكوت الله
(مملكة أبينا داود) هو جوهر ومضمون اسم الرب، هو آت الآن في اسم الرب (22). وهنا تجدر
الإشارة أن إدراكنا الذي يمثله منطق هذه الدراسة يجعلنا نستبعد عبارة "باسم الرب"
الملحقة بمملكة أبينا داود، الواردة في بعض الأصول المرجعية للعهد الجديد، فمضمون وجوهر
"اسم الرب "هو مملكة داود، هو الكنيسة الآتية، الآن.
- الكنيسة هي الآتي في اسم الرب، هي المملكة التي يكرسها – الآن - الرب
يسوع الكلمة المتجسد - الذي أعطي له كرسي داود. (23).
- في الرب، تبنى الكنيسة، الآن، هيكلا
مقدسا، مسكنا للروح، على حجر الزاوية الرب يسوع، الكلمة المتجسد (25).
- الكنيسة هي ربوات القديسين الذين
يتحققون، الآن، مالئين شخص الرب ومحققين مجيئه وحضوره الكامل (27) .
- الكنيسة تتحقق، الآن، في يوم الرب
بطريقة مستيكية لا يدركها العالم الذي سيفاجأ بزوال العالم لحظة امتلاء الكنيسة، لحظة
امتلاء يوم الرب. اللحظة التي تنتظرها الكنيسة لأنها لحظة كمالها وامتلائها، أما العالم
فستكون هذه اللحظة بالنسبة له بمثابة يوم الله الذي حدده لنهاية العالم المباغتة. ويجب
أن نلاحظ هنا - في الاقتباس السادس والعشرين - أنه في سياق الحديث عن نهاية العالم
بالنسبة للكنيسة، قد استخدم تعبير "يوم الرب "بينما بالنسبة لأهل العالم
قد استخدم تعبير "يوم الله"، فشخص "الرب "يعني النعمة والإيجابية،
أما شخص "الله "فهو شخص حيادي (إذا
جاز التعبير) يتعاطى مع الجميع أشرارا وأخيارا، لذلك فالذي يباغت الأشرار هو
"يوم الله "أما الذي ينتظره الأخيار فهو "يوم الرب".
"المسيح"
يعتبر الرسول بولس أعظم من نظَّر
- فلسفيا ولاهوتيا (theophylosophical ) - لاسم "المسيح"،
في العهد الجديد، واللقب عنده يحمل معنى الشخص الجماعي الذي يتضمن ويستوعب الكنيسة
في داخله ؛ فالكل - في المسيح - جسد واحد، أي كيان شخصي واحد: يستوعب الأعضاء الكثيرين
المتمايزين والمتكاملين وظيفيا: "فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة، ولكن
ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد، هكذا نحن الكثيرين: جسد واحد في المسيح، أعضاء بعضا
لبعض، كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا :..(رو 12
:4-6). فلقب "المسيح" عند معلمنا بولس يحمل مضمون الكيان لمستوعب للكنيسة
والذي يتحقق الآن ويتصور الآن، ويمتلئ الآن إلى قياس ومعيار واحد، إلى شخص واحد. لذلك،
فلقب "المسيح"، عنده يحمل مضمونا إسخاطولوجيا، محسوما ومنتهيا لحساب تحقق
وجود الكنيسة الكاملة، فلأن إرادة الكلمة أن يصير مسيحا - فيه يمسح الجميع - هي كائنة
فيه منذ الأزل، فمن الطبيعي والمنطقي أن الكنيسة، الكائنة في المسيح، هي أيضا كائنة
في إرادته قبل الخليقة: "مبارك الله الرب أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل
بركة روحية في السماويات (في "المسيح")، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم،
لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة".(أفس 1: 3و4).
البعد الإضافي للصياغات
المختلفة لاسم "المسيح" في النص اليوناني
1- الحالة المغلقة: حالة التعريف
( o Christos).
تشير إلى الشخص الكامل الممتلئ بالكنيسة،
التي هي جسده. وعندما تذكر هذه الصيغة فهي بمثابة "دعوة" لاجتماع الكل فيه،
لأنه هو رجاء الكل، المنتظر والمتوقع في النهاية.
بعض الأمثلة:
- "إذا يا إخوتي أنتم أيضا قد
متم للناموس بجسد "المسيح" (tou Christou)،
لكي تصيروا لآخر، للذي أقيم من الأموات لنثمر لله". (رو 7: 4).
- "إذ عرفنا بسر مشيئته، حسب
مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في "المسيح"
( en "tw Christw )، ما في السماوات وما على الأرض، في ذاك الذي فيه
أيضا نلنا نصيبا، معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأى مشيئته، لنكون لمدح
مجده، نحن الذين قد سبق "رجاؤنا" في "المسيح" ("en "tw Christw) .(أفس 1 :9-12).
- " ..كي يعطيكم ..، لتعلموا ما هو "رجاء"
دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين،
حسب عمل شدة قوته الذي عمله في "المسيح"، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن
يمينه في السماويات" (أفس 1: 16-20).
- "وهو أعطى البعض أن يكونوا
رسلا، ... لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة، لبنيان جسد "المسيح"، إلى أن
ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسان كامل. إلى قياس قامة
ملء "المسيح" ... ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: "المسيح
"، الذي منه كل الجسد مركبا معا، ومقترنا بمؤازرة كل مفصل، حسب عمل، على قياس
كل جزء، يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة"." (أفس 4: 11-16).
- "لأنه كما في آدم يموت الجميع،
هكذا في "المسيح" ("en" tw Christw)
سيحيا الجميع. (1كو 15 :22)
صيغة: "المسيح"،
المعرفة، متبوعة بالاسم "يسوع"، بدون أداة تعريف:
(o Christos Iesous)
تشير إلى التبشير بشخص المسيح المنطلق
من الرأس، الرب يسوع التاريخي. ولهذا فليس من العجيب أن ترد هذه الصيغة، لأول مرة،
في سفر أعمال الرسل، كما في:
- "فدخل بولس ... موضحا ... وأن:
هذا هو "المسيح يسوع "الذي أنادي لكم به. فاقتنع قوم منهم وانحازوا إلى بولس
وسيلا "، ..(أع 17 :3 و4).
- "ولما انحدر سيلا وتيموثاوس
من مكدونية، كان بولس منحصرا بالروح وهو يشهد لليهود "بالمسيح يسوع".(أع
18 :5).
لذلك فعندما يخاطب، معلمنا بولس، المؤمنين،
مستخدما هذه الصيغة فهو يدعوهم إلى الانضمام، بالنعمة، إلى رأسهم، الرب يسوع، الذي
قد بشروا به وقبلوه، وآمنوا به، كما في: "فكما قبلتم "المسيح يسوع"
(ton Christon Iesoun) الرب اسلكوا فيه، متأصلين ومبنيين فيه وموطدين في الإيمان ،... فإنه
فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا .وأنتم مملوؤن فيه، الذي هو "رأس "كل رياسة
وسلطان".(كو 2: 6-10).
2- الحالة المفتوحة: حالة عدم التعريف
( Christos ).
هي حالة، حالة دخول رجاء "الدعوة"
المنتظر إلى مسار تحققه الفعلي، بتحقق وجود - وتصور - المسيح في الكنيسة. هي حالة تكريس
وجود الخليقة الجديدة على خلفية الموت مع المسيح بشركة صليبه. هكذا يتعاظم المسيح في
كنيسته ، وبدخولها إلى معية صليبه تدخل إلى قيامته، فيصطبغ الجميع بالمسيح، ويقبل الجميع
رجاء دعوته.
بعض الأمثلة:
- "لأن محبة الله قد انسكبت في
قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. لأن "المسيح" (Christos)،
إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار ... ولكن الله بين محبته لنا، لأنه
ونحن بعد خطاة مات "المسيح" (Christos)
لأجلنا" (رو 5 :6-8).
- "فإن كنا قد متنا مع
"المسيح" (sun Christw
)، نؤمن أننا سنحيا أيضا معه .عالمين أن
"المسيح" بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضا. لا يسود عليه الموت بعد"
(رو6: 8 و 9).
- "وإن كان "المسيح"
(Christos ) فيكم، فالجسد
ميت بسبب الخطية، وأما الروح فحياة بسبب البر" (رو8: 10).
- "إذا إن كان أحد (في
"المسيح") ("en "Christw ) فهو خليقة جديدة: الأشياء
العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5 :17).
- "مع "المسيح" ( Christw)
صلبت، فأحيا لا أنا، بل "المسيح" يحيا في. فما أحياه "الآن" في
الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"
(غل2 :20) .
- "لأن كلكم الذين اعتمدتم
"بالمسيح "( للمسيح = "eis "Christon)
قد لبستم "المسيح" (Christon ) .. فإن كنتم
"للمسيح "("umeis "Christou)، فأنتم إذا نسل إبراهيم، وحسب الموعد ورثة."
(غل3 :27-29).
- "يا أولادي الذين أتمخض بكم
أيضا إلى أن يتصور "المسيح" (Christos ) فيكم" (غل 4: 19).
- "حسب انتظاري ورجائي أني لا
أخزى في شيء، بل بكل مجاهرة كما في كل حين، كذلك "الآن"، يتعظم "المسيح"
(Christos) في جسدي، سواء كان بحياة أم بموت. لأن لي الحياة هي "المسيح"
(Christos) والموت هو ربح" (في 1: 20 و 21).
اقتران اسم "المسيح
"، ب "يسوع "، مع بقاء الاسمين بدون تعريف
في هذه الحالة نحن بصدد الحدث الحاضر،
الآن لتحقق وجود الشخص الكامل، وامتلائه بالكنيسة، وفى هذا السياق، نرصد صيغتين:
1 - صيغة: اسم "يسوع"، أولا،
ثم اسم "المسيح" (Iesous Christos ). وفيها يبدو تحقق الشخص كامتداد
وتعاظم لشخص الرب يسوع التاريخي، في الكنيسة. يبدو الشخص آتيا في الكنيسة محولا ومغيرا
إياها نحوه جاعلا إياها تشهد له، كرأس لها. هي "الصيغة المجيئية "،
صيغة "الباروسيا" ("parousia "(إن جاز التعبير).
بعض الأمثلة:
- "لأنه إن كان بخطية الواحد
قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر، سيملكون
في الحياة بالواحد يسوع المسيح (Iesou Christou) (رو 5 :17).
- "لنسلك .. لا بالبطر .. بل
البسوا الرب "يسوع المسيح"(Iesoun Christon)،
ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات". (رو 13: 14).
- "كما ثبتت فيكم شهادة المسيح،
حتى إنكم لستم ناقصين في موهبة ما، وأنتم متوقعون (استعلان ربنا "يسوع المسيح")،
الذي سيثبتكم أيضا إلى النهاية بلا لوم في
يوم ربنا "يسوع المسيح. أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه
"يسوع المسيح" ربنا". (1كو 1: 6-9).
- "ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم
كاملة بلا لوم عند (في) (مجيء ربنا "يسوع المسيح").(1تس 5: 23).
- "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات،
التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب "يسوع المسيح" (Iesoun Christon )، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا
ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء". (في 3:
20 و 21).
2 - صيغة: اسم "المسيح
"، أولا، ثم اسم "يسوع" (Christos Iesous).
وفيها يبدو الشخص متحققاً كشركة لأفراد
الكنيسة في شخص الرب يسوع التاريخي، شركة في كل استحقاقات تجسده، كوسيط واحد بين الله
والناس، شركة في موته وقيامته. الحركة هنا مرصودة من منظور الكنيسة، وليس من منظور
شخص الرب يسوع ،كما في الصيغة السابقة. هذه هي "صيغة الآلية الحاضرة لتحقق رجاء
الكنيسة المنتظر" (إن جاز التعبير).
بعض الأمثلة:
- "أم تجهلون أننا كل من اعتمد
"للمسيح يسوع" (eis Christon Iesoun) اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت،
حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة ؟ لأنه
إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته" .(رو 6: 3-5).
- "بالنعمة أنتم مخلصون - وأقامنا
معه، وأجلسنا معه في السماويات في "المسيح يسوع" ("en "Christou Iesou )، ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، باللطف
علينا (في "المسيح يسوع") (نفس الصيغة). لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان،
وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين
في "المسيح يسوع") (نفس الصيغة) لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك
فيها".(أفس 2 :5-10).
- "لأنه يوجد إله واحد ووسيط
واحد بين الله والناس: الإنسان "المسيح يسوع" (Christos Iesous)،
الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة، التي جعلت أنا لها كارزا
ورسولا".(1تي 2 :5-7).
تعليق:
تعبير "في المسيح يسوع" (en Christou Iesou)
يشير إلى قمة تجلي الرجاء الحاضر الذي تحياه الكنيسة باشتراكها في شخص المسيح كشركة
في كل استحقاقات النعمة التي في يسوع، والتي هي مرصودة لحساب الكنيسة، ولعل أعظم تعبير
عن هذه الصيغة هو عبارة الرسول بولس "مخلوقين في المسيح يسوع" (أفس2:
10).
تعبير "الشهادة في أوقاتها الخاصة"
هو تعبير كاشف جدا لمدلول ذلك الفعل التراكمي لمسار النعمة في الكنيسة حتى ما يصل إلى
الجميع عبر كل الزمان المحدد لتحقق وجود الكنيسة.
الفرق بين صيغة
"يسوع المسيح"، وصيغة "المسيح يسوع"
- الأولى تشير إلى حركة استهدافه الآنية،
الحاضرة - لنا - بامتداده فينا محققا انتماءه إلينا كرأس للكنيسة. والثانية تشير إلى
حركة انتمائنا الآنية، إليه، به، والتموقع فيه كأعضاء في جسده الذي هو الكنيسة. الأولى
هي كشف المسيح عن كنيسته بمجيئه فيها. والثانية هي شهادة الكنيسة ليسوع بتكميل جسده
والعضوية فيه. الأولى هي اتجاه النعمة
النازل من الرأس يسوع إلى باقي الجسد الكنيسة، والثانية هي اتجاه النعمة الصاعد
باستحضار ولملمة الأعضاء غلى الرأس. الأولى
هي حركته إلينا. و الثانية هي حركتنا إليه . الصيغتان وجهان لحدث واحد من منظورين متعاكسين.
خلاصة
إذا أردنا أن نعبِّر عن المحددات التي
تخص لقب "المسيح"- من خلال صياغاته، السابقة، في النص اليوناني، في رسائل
بولس الرسول - نستطيع القول بأن المسيح هو:
1- الشخص الممتلئ، الكامل، المستوعب
للكنيسة. هذا هو مدلول صيغة: "o Christos "، الصيغة المعرفة، وهي الصيغة
المغلقة، المحسومة، الإسخاطولوجية، eschatos،
إن جاز التعبير)، وحينما تذكر فهي دعوة لامتلاء الكل، بالذي يمتلئ بالكل، الذي هو شخص
نهاية التاريخ، الذي يجتمع فيه الكل إلى إنسان كامل، إلى جسد واحد، هو رأسه.
هو الشخص الذي فيه" رجاء الدعوة
"التي دعيت إليها الكنيسة (مدلول عبارة "en tw Christw"،
الصيغة الرجائية الإسخاطولوجية، إذا جاز التعبير).
2- الشخص الذي يمتلئ الآن، ويتحقق
باستيعابه للكنيسة. هذا هو مدلول صيغة: "Christos"،
الصيغة غير المعرفة. وهي الصيغة المفتوحة، "الآنية"،" الحاضرة
"، إذا جاز التعبير).
- هو الشخص الذي يتعاظم ويتصور - الآن
- في الكنيسة، في حدث النعمة الذي يختبره المؤمنون. يختبرون شركة موته وشركة قيامته.
يختبرون "معيته". يتلبسونه كرداء عندما يصطبغون به في المعمودية .
- هو الشخص الذي يتحقق ويحضر الآن،
في "يوم الرب يسوع المسيح".
- هو الشخص الذي فيه "الدخول
إلى تحقق الرجاء الحي الفعال"، فيه الدخول "الآني" إلى الخليقة الجديدة
(مدلول عبارة "en Christw"، الصيغة الرجائية الحاضرة في حدث النعمة،
إن جاز التعبير) .
ويتفرع من هذه الصيغة، صيغتان:
- يسوع المسيح، وهي صيغة مجيء المسيح
في الكنيسة.
- المسيح يسوع ، وهي صيغة مجيء الكنيسة
في المسيح.
3- الشخص، موضوع الدعوة، والبشارة،
والكرازة الإنجيلية الموجهة لكل العالم والتي قد قبلتها الكنيسة (مدلول صيغة: o Christos Iesous = الصيغة الكرازية، التبشيرية، إذا جاز التعبير).
خلاصة البحث
وجود أدوات لتعريف الاسم العلم، وطريقة استخدام هذه
الأدوات في يونانية العهد الجديد هو بمثابة لغة وعلاقات محددة ذات خصوصية تخلق بعدا
إضافيا لا يتوفر في سياق اللغات الأخرى (ومنها العربية) التي تم ترجمة العهد الجديد
إليها. ويعطينا هذا البعد الإضافي إمكانية أكثر لرؤية تأويلية، شارحة للنص من خلال
توجيه الذهن إلى السياق الصحيح الذي توحي إليه الصيغة التي يوجد عليها الاسم. كما يعطينا
هذا البعد قدرة نقدية، ترجيحية بخصوص بعض الاختلافات بين المخطوطات الأصلية، في حقيقة
وجود بعض الحروف والأسماء. القاعدة الأساسية العامة هي أن الاسم المعرف يعني
"الشخص". والشخص حالة مغلقة، مستقلة، متمايزة عن المتلقي، ولكن العلاقة المتاحة
هنا بين الشخص والمتلقي هي علاقة الدعوة إلى الشركة، إلى قبول المتلقي لأن ينفتح عليه
الشخص. والدعوة بطبيعتها أمر يحتمل القبول من قبل المتلقي، كما يحتمل الرفض أيضا. أما
الاسم غير المعرف، فيعني انفتاح الشخص، الفعلي. يعني تكريس الشركة الحية الفعالة. يعني
القبول الفعلي من قبل المتلقي لدعوة الشخص، في حدث ديناميكي.
تعريف الاسم دعوة للحركة، بينما عدم
التعريف حركة.
مجدي داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق