الأربعاء، 25 أبريل 2012

القيامة

 ( محاولة لاكتشاف آفاق لاهوتية جديدة )
  

          القيامة والتجسد 
يأتي على رأس الأمور الأساسية ، في الفكر الأرثوذكسي ، المفهوم المحوري للتجسد ، في ما يخص أي حديث عن النعمة ، لاسيما القيامة التي نالتها بشريتنا ، في المسيح ، الكلمة المتجسد. وبحسب العظيم أثناسيوس الرسولي ، في كتابه " تجسد الكلمة "، فإن طبيعتنا البشرية ، المائتة ، الفاسدة ، قد نالت القيامة وعدم الموت بفضل كونها قد صارت متحدة بالكلمة ، في الرب يسوع المسيح. إذن ،القيامة هي استعلان لحضور الكلمة في بشريتنا ؛ فحضور الكلمة فينا - في المسيح - قد أشركنا في حياة الكلمة . وإذا كان الكلمة هو الحياة ، الذي به قد كان كل شيء ، فإن الشركة فيه هي شركة في الحياة ، وبالتالي فهي قيامة من الموت والفساد الطبيعي إلى عدم الفساد الأبدي ، بالشركة في الكلمة المتجسد.
       قيامة جسد يسوع الخاص         
أقام الرب يسوع عديدا من الموتى ؛ فأقام ابنة يايرس ، فور موتها . وأقام ابن أرملة نايين ، في طريقه إلى القبر . وأقام لعازر- الذي أنتن في قبره - بعد أربعة أيام من موته. ولكن هناك فرقين جوهريين بين قيامة هؤلاء وقيامة يسوع : الفرق الأول هو طبيعة القيامة ذاتها ، فلم تكن قيامة هؤلاء - مثلما لم تكن قيامة آخرين ، ذكرهم  الكتاب ، بعهديه - سوى استعادة للحياة البيولوجية ، الحيوانية ، فقد بعثوا من موتهم ليواصلوا ذات الحياة الطبيعية التي فقدوها ، وبالتالي فإن قيامتهم لم تكن - واقعيا - إلا تأجيلا للموت ، الذي هو مصير الطبيعة ، التي استعادوها مجددا  .  أما قيامة يسوع فقد كانت استعلانا لطبيعة جديدة غير خاضعة للفساد ، طبيعة روحية غير بيولوجية . طبيعة متحررة من قيود الزمان والمكان. والفرق الثاني هو في مصدر القيامة ، فقد كانت قيامة هؤلاء مجرد قبول لقوة الحياة من خارجهم . هم قد قبلوا أن يبعثوا ثانية إلى ذات وجودهم العتيق  بفضل الأمر الإلهي الصادر من الرب ، أما قيامة يسوع فقد كانت استعلانا لحقيقة كونه جسد الحياة ، ذاته . فالكلمة بتجسده قد أقام جسده الخاص . قيامة يسوع هي قيامة ذاتية المنبع والمصدر .  إن الاتحاد الأقنومي الذي لشخص الرب يسوع ، الكلمة المتجسد - الكائن بين شخص الكلمة , وإنسانية يسوع - يضمن أن شخص الرب يسوع ، التاريخي ، بمجرد بداية ظهوره في أحشاء العذراء ، لم يكن إلا حجابا لإنسانيته الجديدة عديمة الموت ، بفضل اتحادها بحياة الكلمة . هذا هو مايدعى بالمصطلح الشهير" الجسد الممجد " ، الذي كشفه الر ب في فجر الأحد . ولكن النقطة الجوهرية ، التي ينبغي أن تخضع لمزيد من البحث اللاهوتي هي في أن قيامة يسوع من الموت لم تكن صادرة من فعل خارجي ، اقتحم القبر - تعسفيا - كما حدث في قيامة لعازر ، مثلا . ولكن فهما عميقا لمفهوم علاقة ، إدراكنا للزمن ، باستعلانات التدبير الخلاصي ، التي عاشها الرب يسوع التاريخي ، يقودنا إلى إدراك أن استعلان فجر الأحد ، لم يكن إلا كشفا لحقيقة وواقع إنسانية يسوع ، الجديدة عديمة الموت ، الكائنة كاستحقاق- متلازم ومتزامن -للاتحاد الأقنومي ، منذ أول لحظة له ، في أحشاء العذراء. وهذا يقودنا أيضا إلى إعادة التدقيق والتمحيص في مسألة موت يسوع . فلم يكن ذلك الموت إلا تكميلا لموت كل الخليقة ، أي العدم والفناء ؛ فقد اجتاز عتيق يسوع ، الظاهر استحقاقات فناء العالم الطبيعي . وعندئذ ، فقط استطاع أن يستعلن لنا في فجر الأحد كيانه الجديد ، الذي كان قد سبق أن استعلنه - عن استحياء - للخاصة من تلاميذه ، على الجبل ، في مشهد مصحوب بشهادة الآب : " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت . له اسمعوا ."(مت 17 : 5 ). وهكذا تم حفظ السر لدى بطرس ويعقوب ويوحنا - كما أمرهم الرب - إلى أن استعلنه للجميع ، بذاته ، في فجر الأحد.عندما اجتاز الرب يسوع الموت فقد اجتازه في بيولوجيتنا ، التي أخذها بتجسده فينا . وعندما انهارت هذه البيولوجيا ، كما تنهار فينا ، أظهر طبيعته الإنسانية الجديدة ، عوضا عن تلك المنهارة . أظهر الإنسانية الروحانية ، التي كانت بمثابة التعبير الواقعي الوحيد عن الاتحاد الأقنومي بين الله والانسان في الكلمة المتجسد ، الرب يسوع .لم تنشأ قيامة يسوع في القبر ، كما نشأت قيامة لعازر ، بل قد كان القبر الفارغ بمثابة شاهد الاثبات الأول على القيامة . فقد كان قبر يسوع هو القبر الأول في الكون الذي شهد لحظة نهاية الكون ، في نهاية عتيق يسوع ، وبالتالي كان شاهدا على أن مصير عتيق يسوع الظاهر - الذي هو مصير كل الكون ، أي العدم - لم يستطع أن يقترب من كيانه الإنساني الجديد ، المستتر . شهد القبر بهزيمته إلى الأبد ، في يسوع القائم . خدع القبر، فلم يقتنص من كيان يسوع غير حجابه العتيق الظاهر ، مثلما لم تستطع امرأة فوطيفار أن تفوز بغير رداء يوسف.هكذا بموت يسوع قد مات الموت الذي كان - سابقا - قد أمات الجميع .
         قيامة الذين في المسيح 
 إن الكلمة بتجسده لم يكن يستهدف أن يتخذ من جبلتنا جسدا ليعطية القيامة ، فلم يكن هدف هذا التدبير سوى دس خميرة القيامة في عجين طبيعتنا ، حتى إذا ما اشتركنا فيه ، وقبلناها كرأس لإنسانيتنا الجديدة ، تكون قد اختمرت جبلتنا بخمير القيامة المستعلن بالحياة الأبدية المعطاة للكنيسة كجسد لذلك الرأس الذي هو منبع القيامة. الكنيسة ، إذن هي الوجود الإفخارستي الذي تسري فيه قوة القيامة منطلقة من الرب يسوع التاريخي نحو كل الأعضاء ، المشتتين في الزمان والمكان . هكذا تنطلق قوة القيامة من الكلمة المتجسد لتلملم أشلاء الكنيسة المبعثرة في أربعة رياح الأرض . القيامة هي قوة الإفخارستيا النابعة من الخبز الحي النازل من السماء ، نحو المعينين لأن يصيروا فيه خبزا واحدا. القيامة ، ليست مجرد قوة عارية ، بل القيامة هي شخص ، وهو قال عن نفسه : " أنا هو القيامة والحياة ". وشخص المسيح هو الشخص الكاثوليكي ( الجماعي ) ، الذي يمتلئ الآن ويتكمل بضم المتبقين من أفراد الكنيسة ، وحينما يكتمل مجيء الرب ، بتكميل الكنيسة ، تكون القيامة قد استعلنت في جميع المختارين كأعضاء لرأس قيامتهم الرب يسوع التاريخي . وفي عبارة الرب ، لمرثا ، يكشف الرب أن شخص القيامة إنما يمتلئ من رافدين ، على مستوى تاريخ البشر : الرافد الأول هو أولئك القادمين من زمن ماقبل التجسد ، و هؤلاء قد ماتوا وفنوا بحكم الطبيعة البشرية الفاسدة ، ولكن بمجرد أن ظهر الكلمة في الجسد ، قد تم استعادتهم من العدم ، إذ نزل الرب إلى الجحيم وكرز للذين في السجن وحررهم من موتهم ، فكانت لحظة تجسده بمثابة جرس التنبيه الذي يوقظ النائم من نومه . هؤلاء هم مقصد الرب من عبارة : " من آمن بي ولو مات فسيحيا ".أما الرافد الثاني فهو رافد القادمين إلى القيامة من حقبة مابعد تجسد الكلمة ، فهؤلاء هم الذين أطلق عليهم الكتاب - في هذا الصدد - تعبير " الأحياء " . وهؤلاء هم مقصد الرب من عبارة : " كل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الأبد ". ( يو 11 :26 ) . ويستعرض الرسول بولس ، في مشهد بانورامي ، حدث تجسد الكلمة ، ونزوله من السماء ، وموقف الرافدين ( الراقدين ، والأحياء ) ، فيقول : " لأن الرب نفسه بهتاف ، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله ، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا . ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء ، وهكذا نكون كل حين مع الرب  "( 1تس 4: 16و17 ).  إذن ، القدماء الراقدون يبعثون من موتهم . وقيامتهم هي بمثابة إفاقة للنائم من غفوته ، وأما الذين عاشوا زمن التجسد ( الأحياء ) ، فلا يموتون ولا يرقدون ، كالآخرين بل يتغيرون إلى حياة عدم الفساد ، منضمين إلى شخص القيامة ، المسيح الرب ، وقيامتهم هي بمثابة التغير ، والاختطاف من طبيعة إلى طبيعة ومن وجود وهمي إلى الوجود الحقيقي ، في المسيح . ذلك السر يكشفه الرسول بولس ، قائلا : " هوذا سر أقوله لكم : لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير ، في لحظة في طرفة عين ، عند البوق الأخير . فإنه سيبوق ، فيقام الأموات عديمي فساد ، ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد ، وهذا المائت يلبس عدم موت "  ( 1كو15 : 51- 53 ). 
        مفهوم "التغير" الذي تكشفه القيامة     
  في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح الخامس عشر يقدم الرسول بولس تنظيرا مفصلا بالروح لمفهوم قيامة البشر في المسيح كتغير من الطبيعة البشرية الفاسدة إلى الطبيعة الجديدة عديمة الموت والفساد . تغير من الترابي الحيواني إلى السماوي الروحاني . ولكن ماهو مضمون " التغير " ؟  التغير بالتعريف هو زوال وفناء وتلاشي وضع أو حالة ونشأة وضع أو حالة جديدة على أنقاض الأولى . للتغير وجه سلبي هو العدم ووجه إيجابي هو الوجود.  ويؤكد الرسول على حقيقة هذين الوجهين :" الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت "( 36 )، ويعود  فيؤكد على مسلمة الوجه الأول فيقرر بأن " لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد ".( 50)  ولكن ماهي علاقة العتيق ( البيولوجي ، من لحم ودم ) بالجديد ( الروحاني، الحي بشركة الروح القدس ) ؟ إجابة الرسول بولس تأتي من خلال نموذج عبقري يتجذر في خبرتنا البشرية وهو نموذج الزراعة :
"   هكذا أيضا قيامة الأموات:
 يزرع في فساد و يقام في عدم فساد.
  يزرع في هوان و يقام في مجد .
  يزرع في ضعف و يقام في قوة.
  يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا   "( 42- 44 )
النقطة الهامة في هذا السياق هي أن العتيق الفاسد الميت بطبيعته ليس أكثر من مجرد بذرة يتم استثمار موتها لحساب وجود جديد . ويقرر الرسول أن البذرة التي تدفن فتموت - لحساب الحياة – شيء ، والجسم المنتج شيء آخر : "  الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت . و الذي تزرعه، لست تزرع الجسم الذي سوف يصير، بل حبة مجردة ،ربما من حنطة أو أحد البواقي. و لكن الله يعطيها جسما كما أراد. و لكل واحد من البزور جسمه"( 36- 38 ) .إذن القيامة هي الحدث الذي يجعل حالة الموت المحسوم للطبيعة البشرية - المتخذة صورة  اللحم والدم - تتحول إلى حالة الحياة في المسيح ، والتي تتخذ  صورة الروحانية  . تغير حالة الطبيعة البشرية من الصورة الأولى إلى الصورة الثانية هو فناء للأولى وإنشاء للثانية وليس مجرد "تجميل أوتحسين أو تغليف أو إعادة تلوين أو إعادة تركيب " للصورة الأولى على أي نحو . يقوم البشر من الموت حينما يقبلون الاستحقاق الذي ناله لأجلهم جسد الرب القائم ، بفضل كونه جسد الكلمة الخاص ، فيشتركون في قيامته لأنه لا يستطيع الموت أن يقترب ثانية من الذين قد اشتركوا في حياة الكلمة التي تفيض إليهم من صخرة هي رأسهم الرب يسوع القائم المنتصر أبدا .
  والآن، لنا بعض الأسئلة :
-  ماذا عن قيامة ذلك الذي قال عن نفسه :" أنا هو القيامة والحياة " ، وهو قد قالها من قبل أن يرفع على الخشبة وبالتالي من قبل قيامته ؟
- وإذا كانت قيامة البشر تحدث حينما يشتركون في حياة الكلمة التي تفيض إليهم من جسد يسوع ، الذي هو جسد الكلمة ، فهل كان يسوع نفسه محتاجا لأن يجتاز رحلة حياته كلها على الأرض إلى أن يدخل القبر بعد صلبه وموته وحينئذ فقط تنشأ القيامة كحدث طارئ على إنسانيته ؟
- أليست الترجمة الصحيحة الواقعية الوحيدة لطبيعة شخص يسوع -  المتحقق من خلال الاتحاد الأقنومي ( الاتحاد الشخصي ) بين إنسانية يسوع والكلمة - هي أن قيامة إنسانيته أو قل الطبيعة الجديدة ليسوع هي أمر واقع ومحقق منذ أول لحظة للاتحاد ، في داخل بطن أمنا العذراء مريم ؟
- هل يوجد هناك أي مضمون للاتحاد الأقنومي بين إنسانية يسوع ولاهوته إذا كانت هذه الإنسانية مجرد طبيعة فاسدة قابلة للألم والموت، من المزمع أن تتغير إلى طبيعة روحانية جديدة منتصرة أبدا على الموت والألم ؟
- ألا يعني ذلك أن "جديد " يسوع المنتصر على الموت بطبيعته ، هو واقع قد ظل أمرا سريا مستترا خلف حجاب " العتيق " منذ أول لحظة للحبل إلى لحظة دخول القبر وحينئذ فقط – إذ قد خلع العتيق – أظهر الجديد باستعلان القيامة في فجر الأحد ؟
- ألم تكن حالة السرية التي فرضها الرب على كيانه الجديد القائم - والمنتصر على الموت بطبيعته – قاعدة التزم بها طيلة حياته حتى الصليب ،إلا في استثناء واحد - والاستثناء دائما يؤكد القاعدة – هو كشفه لهذا السر أمام الخواص من تلاميذه على الجبل ، والعجيب أنه بعد أن أظهر لهم سره يعود ويحتوي الأمر فيوصيهم أن لايذيعوا الخبر حتى مايعلنه بذاته في الوقت الذي عينه لذلك  :
( مت17: 1-9 )، ( مر9: 1-9 ) و ( لو9: 28- 36 )  ؟
كانت هذه بعض الأسئلة التي تحتاج إلى التصدي لها بشجاعة وثورية ورغبة في اكتشاف أبعاد جديدة للحقيقة حتى ولو بالتجاوز الإيجابي الخلاق لما قد اكتفى الآباء برصده . فالحقيقة ليست نقطة يمكننا بلوغها هنا فنستريح ونركن لذلك ، ولكنها أفق لا يمكن بلوغه إلا في سعينا الأبدي نحوها ، في المسيح . ويبقى السؤال الأكثر تعقيدا : ماذا عن القبر الفارغ ؟ لماذا لم يترك الرب جثة تتحلل لتؤول في النهاية إلى حفنة من العظام ؟ أليس هكذا نموت ؟ أليس هذا هو موتنا نحن ، الذي اجتازه مثلنا ؟ إن القاعدة الآبائية - لاسيما عند أثناسيوس- هي أن الرب قد مات موتنا نحن. والموت ليس فقط مجرد انهيار صورة الوجود الحي ، المتبوع بتحلل الأجساد ،  ولكن الموت هو العدم . جميع الأموات من البشر بدءا من آدم وحتى نهاية الكون قد تركوا آثارا من أجسادهم المتحللة والتي ماتزال - بشكل أو بآخر - موجودة ، وأما يسوع فقد اجتاز الموت في أقصى تجليات حقيقته ، اجتاز العدم . لم يترك الرب جثة تتحلل لأنه قد أسلم عتيقه لمصيره الطبيعي ، فما أن أغلق القبر على اللحم والدم إلا وقد اجتاز لحظة نهاية الكون ، أي العدم .إن الرب بموته المحيي لم يدشن فقط زمن الحياة الأبدية للبشر ، بل قد أكمل موت الكون . قد أكمل موتنا الذي لم نجتزه بعد ، وعندما قال " قد أكمل " كان يعنيها بالفعل ، كان يعني أنه أكمل الحياة مثلما أكمل الموت .إن كان هناك ثمة أمر دراماتيكي قد حدث في قبر يسوع فهو ليس حدث القيامة بل حدث انهيار وفناء طبيعة المادة وتحولها إلى العدم  ، وأما القيامة فهي ليست بحدث طارئ بل هي حدث قد آن الكشف عنه بعد زوال الحجاب العتيق الذي كان يستره. 
                       خلاصة
 الفرق الجوهري بين قيامة يسوع وقيامة المؤمنين هو في أن قيامة الرب كانت حدثا متلازما لظهوره ، وكانت بمثابة التعبير " التلقائي الواقعي العملي الوحيد" عن الاتحاد الشخصي بين بشريته ولاهوته ، وكان من المنطقي أن يصر الرب على إخفائه وعدم إعلانه للبشر إلى حين اجتيازه موت عتيقه الظاهر الذي هو موتنا نحن ،أي العدم . أما قيامة المؤمنين فهي حدث النعمة الذي يطرأ عليهم دراماتيكيا حينما يشتركون في قيامة الرب.
 

ليست هناك تعليقات: