السبت، 21 أبريل 2012

الثالوث القدوس ( 2 )


             الثالوث جوهر القيم المسيحية
الثالوث القدوس علاقة شركة ديناميكية بين شخوص ينتمون إلى ذات الجوهر الواحد . وفي إطار النعمة - في المسيح - صار للإنسان ولوج إلى داخل هذه الشركة ، إلى داخل هذه العلاقة . فانطبعت صورة العلاقة الثالوثية على العلاقات الجديدة المكرسة لوجوده الجديد وصار الوجود الإنساني الجديد ، في المسيح ، صورة للثالوث القدوس. وفي هذا المقال نحاول أن نرصد صورة العلاقة الثالوثية المرسومة في علاقات الإنسان الجديدة : علاقته بالله ، في قيمة " الإيمان " ، وعلاقته بالآخر في قيم مثل : " المعرفة " و" المحبة " و" السلام " ، وعلاقته بنفسه ، في قيمة " الحرية " .
      1- الثالوث جوهر الإيمان
إننى أعتقد بأن الإيمان ، بوجود الله قد مر - في تاريخ الإنسان - بثلاث مراحل متدرجة ، صعودا ، نحو مفهوم أكثر نضجا :  1-  المرحلة الأولى هي إيمان الصورة الحسية القائمة على النزوع الفطري ، فالإنسان بطبيعته - كمخلوق على صورة الله ومثاله - يميل باستمرار إلى الإيمان بشيء أعظم منه ، شيء ميتافيزيقي ، يدعمه ويردعه في ذات الوقت ، وهكذا قد صنع الإنسان - في مرحلة ما قبل الأنبياء - الإله ، وعبده وبخر له وأحاطه بالأساطير العجيبة ، وسواء كان هذا الإله منحوتة أو حيوانا أو جرما سماويا فقد كان الإيمان بالله في هذه المرحلة هو إيمان الصورة المادية - الحسية ، القحة - للإله . 2- المرحلة الثانية هي إيمان الصورة الذهنية القائمة على مفهوم الناموس . وهي مرحلة الأنبياء و الشريعة ، والعهد بين الانسان والإله الواحد ، القدير ، المخوف . وكانت صيغة " افعل ولا تفعل " ، هي الصيغة المعتمدة للعلاقة ، وكان ثواب الطاعة هو البركة وعقاب العصيان هو الهلاك . 3- المرحلة الثالثة هي إيمان الصورة الذهنية القائمة على مفهوم النعمة . وهي مرحلة النضج والتجلي الأعظم لصورة الإيمان ، فقد صار الله ذاته صورة ، إذ قد تجسد في صورة إنسان لكي مايهب الإنسان مجد الشركة غير المنظورة في مجد الألوهة ، بالنعمة ، أي يهبه الشركة في حياته الأبدية . وتبلغ الصورة ذروة تجليها حينما ندرك أن العلاقة بين شعب الله أصبحت علاقة عضوية داخل جسد واحد هو شخص المسيح . هذه هي صورة الكنيسة ، هذه هي قمة النضج لصورة المجتمع الإيماني ، الذي يجمع البشر بالإله الواحد الذي يؤمنون به.  المشترك الواحد الذي يجمع المراحل الثلاثة للإيمان هو أن الإنسان ، فيما يؤمن بالله - في هذا العالم - فهو لابد من أن يتعاطى مع صورة معينة . قد تتباين هذه الصورة وتتدرج ، نضجا ، بدءا من الصورة الوثنية الفجة للإيمان ، انتهاءا بصورة الإيمان المثالية ، الصحيحة التي تقدمها المسيحية . ولكن - حتى في المسيحية - كيف نفهم الأبدية ؟ كيف نفهم العلاقة العضوية بين البشر في جسد المسيح ؟ كيف نفهم الشركة في الطبيعة الإلهية ؟ كيف نفهم حقيقة الحياة - إلى الإبد - في مظلة الثالوث القدوس ؟. لابد أننا - من أجل الإجابة - قد قمنا - كل بحسب قامته الروحية - بتكوين صور ذهنية عن القضية ، ولكن ما هي الحقيقة ؟ الحقيقة هي" ما لم تره عين " ، أي ما هو ليس صورة - اطلاقا . والواقع أنه ، مادمنا في الجسد فلابد أن يفرض علينا هذا الجسد صورة للحقيقة . الحقيقة الصادمة جدا ، هي أننا طالما مازلنا لابسين هذه الطبيعة العتيقة فنحن " وثنيون ، بقدر ما ! " ، ولكن في المسيح ، فقط ، وحينما يصلب العتيق معه ، وحينما نتخلص منه ، بانتقالنا من هذا العالم ، فإن صورتنا العتيقة تتبدد ويتبدد معها الحجاب الذي كان يفرض علينا " تشييئا "( Objectification )   للحقيقة ، وحينئذ ، وفي المسيح نتعاطى مع الحقيقة وجها لوجه . الصورة ، بطبيعتها هي استاتيكية ، جامدة . وهنا يبرز الكشف الفائق للعقل الذي يحققه الثالوث - بخصوص طبيعة الإيمان بالله - فالله المثلث الأقانيم ليس كيانا استاتيكيا ، ليس صورة ولكنه كيان ديناميكي يحقق وجوده في حركة مطلقة ، من المستحيل لنا أن نرصدها : حركة العطاء المطلق للذات . حركة القبول المطلق للذات . حركة الفيض من الذات إلى الذات . إنه أمر من المستحيل تصويره أو تخيله . ولكن في المسيح ، وبتمام النعمة ، يتأسس للإنسان وجود ينسجم مع هذه الطبيعة الفائقة ، التي لله ، فيصبح الإنسان - في المسيح - كيانا أبديا قائما بقبوله الحر لوجوده " من الآب بالابن في الروح القدس " . هكذا يصبح الإنسان - بالنعمة - شريكا في حركة المحبة الحادثة بين شخوص الثالوث ، وبينما يعطي الآب كل ملئه للابن ، فإنه - بالنعمة - يعطي الذين صاروا متحدين بالابن ، كل ما يملأهم ، جاعلا منهم أبناءا له ، بالتبني .
 الإيمان بالله ، الذي يكشفه الثالوث ، ليس صورة معينة عن الإله ولكنه شركة في حياة الإله . وحينما يتخلص الإنسان - في المسيح - من كل تصورعن الله ، ليصبح كيانا حرا ، شخصا ديناميكيا ، حينئذ فقط يستعلن كمال الإيمان بالله .  رحلة الإيمان المسيحي هي رحلة التحلل والتخلص من الصورة الساكنة الميتة ، هي رحلة التخلص من " الوثنية الطبيعية " ( إن جاز التعبير ) وتجاوزها نحو الانتماء إلى الحركة التي في الثالوث القدوس . فالسكون هو الموت والحركة هي الوجود . والحقيقة الإيمانية ليست مجرد " شيء " أو " صورة " بل حركة وسعي أبدي نحو الآب للذين اتحدوا بابنه في الروح القدس . الإيمان المسيحي هو القبول - بالنعمة - للشركة في الحركة التي " من الآب "  .  هو القبول - بالنعمة - للشركة في الحركة التي " بالابن " . هو القبول - بالنعمة - للشركة في الحركة التي " في الروح القدس ". هذا هو ما يكشفه الثالوث القدوس ، عن ما ينبغي أن يكون عليه مفهوم " الإيمان بالله "، مفهوم الإيمان القائم على الرجاء غير المنظور .

     2- الثالوث جوهر المعرفة
   جوهرالمعرفة هو التواصل مع الآخر . ومنذ ظهور الإنسان على الأرض ، وهو في حالة سعي معرفي لاكتشاف البيئة المحيطة به ، ويتطور العلم في حركة هائلة متسارعة لاكتشاف الكون ، من أجل استيعابه ، معرفيا ، بدافع تحقيق أقصى قدر من التكيف للوجود الإنسانى ، في هذا الكون . بالمعرفة يسعى الإنسان لأن يحقق أفضل صورة لوجوده في الكون . هذا عن المفهوم البسيط للمعرفة ، الذي ، للأسف ، هو مجرد اختزال للمعرفة في قضية " المعلوماتية "، أي اجتلاب الآخر (الموضوع ) إلى " الذات" . ولكن هناك مضمونا للمعرفة أعمق بكثير من هذا المفهوم ، فالمعرفة تتجذر في الطبيعة البشرية تجذر الغريزة ، ففي اليونانية الهلينية ، يأتي معنى للمعرفة ، في إقامة العلاقة الحميمة بين الر جل والمرأة . عمق الجنس هو السعي المعرفي ، بتجاوز " الذات " لاكتشاف " الآخر" والاتحاد به ، وما لحظة الشبق إلا تعبير عن نشوة تحقق الوجود . هذا هو الحلم المنقوش في أعماق وجودنا . والكتاب المقدس قد استخدم هذا المفهوم المعرفي ؛ فكثيرا ما نقرأ : " وعرف فلان امرأته فولدت فلانا " . إذن ، الاحتياج المعرفي هو احتياج وجودي ، سواء على مستوى الفرد الإنساني ، في تحقيق وجوده السوي الصحيح أو على مستوى الجنس البشري ، عامة ، والذي لولا وجود هذا السعي المعرفي، الغريزي ، القهري ، لتلاشى الجنس البشرى بتوقفه عن التناسل .  ولكن سواء كانت المعرفة اجتلابا للآخر( المعلوماتية ) إلى الذات أو كانت تجاوزا للذات نحو الآخر ، كما في علاقة الحب الزيجي ، فيبقى أن مضمون المعرفة هو الاتحاد بالآخر بدافع تحقيق الوجود . ولكن مأساة الوجود الإنساني ، العتيق هي تلك الثنائية - المرتبطة برباط هش - بين الذات والموضوع (الآخر) ، فعلى مستوى المعرفة المعلوماتية ، سيفنى النوع الانسانى قبل أن يكون قد حقق حلمه بالمعرفة الكاملة ، فمن المستحيل أن يصل الإنسان يوما إلى سقف المعرفة الخاصة بذاته ، ناهيك عن معرفته بالكون . وعلى مستوى المعرفة التي يتجاوز فيها الإنسان ذاته إلى الآخر، لكي ما يتحد به ، يظل الفرد - الغارق في غريزته - يسعى أبدا ، ليجد نفسه في النهاية ، في عزلته ،وقد باءت محاولاته المستميتة - للاتحاد بالآخر - بالفشل . وأما على مستوى الجنس البشرى فلم ينجح سعيه المعرفي الغريزي ، المصحوب بالتناسل ، في إبقائه حيا إلى الأبد .في النهاية تنفض ثنائية المعرفة ، العتيقة ، وينفصل الإنسان عن موضوع معرفته ، ينفصل عن وجوده .  ما يكشفه لنا الثالوث القدوس ، هو أن المعرفة هي العلاقة بين شخوص الثالوث . وهنا فقط قد بلغ مفهوم المعرفة أقصى تجل له وذلك من خلال تحقق الخصيصتين الرئيستين للمعرفة :- أولا : فلأن المعرفة هي العلاقة الأقنومية ، فقد أصبحنا ندرك أن قضية المعرفة هي قضية الوجود . هي قضية وجود الله . - ثانيا : ولأن شخوص الثالوث ، إنما ينتمي جميعهم إلى ذات الجوهر الواحد ، فقد أصبحنا ندرك أننا بصدد المعرفة التي فيها الوحدة المطلقة مع الآخر ، فالثالوث القدوس يكشف لنا مفهوما عجيبا للآخر . نحن أمام ما يمكن أن يطلق عليه " الآخرية الذاتية " . الآخر ( موضوع المعرفة ) هو كائن في اتحاد سرمدي غير قابل للانحلال ، مع الذات ( العارفة ) . هكذا ومن خلال ما يكشفه الثالوث يتجلى المفهوم الكامل للمعرفة كاتحاد مع الآخر ، بواسطته يتحقق الوجود .  أما على مستوى النعمة ، ففي المسيح يدخل البشر إلى علاقة المعرفة الثالوثية . هذه هي علاقة المعرفة التي تجمع المسيح ( الرجل ) بامرأته (الكنيسة ). هذا هو سر المسيح ، سر الزيجة ، سر المعرفة المستقاة بالنعمة من الشركة في المعرفة الثالوثية : " هذه هي الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ."( يو 17 : 3 ).هذا هو ما كشفه الرب لتلاميذه قائلا : " كل شيء قد دفع إلي من أبي . وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ، ولا من هو الآب إلا الابن ، ومن أراد الابن أن يعلن له ." ( لو 10: 22 )
    3- الثالوث جوهر المحبة
   إذا كانت المعرفة هي الاتحاد بالآخر لاجتلاب الوجود منه ، فالمحبة تستعلن الحدث من الاتجاه المعاكس ، إذ أن المحبة هي عطاء الذات للآخر لتحقيق وجود ذلك الآخر . ولكن على مستوى طبيعتنا العتيقة فإنه من المستحيل أن تتحقق المحبة الحقيقية ، بمعزل عن النعمة ، وذلك لأنه فيما يتم عطاء الذات للآخر ، بغرض تحقيق وجوده ، فإن وجود الذات - بطبيعة الحال - يتعرض للضياع والهلاك . أما ما يكشفه الثالوث القدوس فهو أن المحبة هي العلاقة الثالوثية ، التي بها تقوم الذات الإلهية الواحدة . ولأن الثالوث يكشف لنا " الآخرية الذاتية " القائمة في الله الواحد ، فإن المحبة - كما يكشفها الثالوث - هي المحبة المطلقة ، فالآب يعطى كل ملئه (ذاته ) للابن ، دون أن يفقد شيئا . كل شخص من شخوص الثالوث إنما هو كائن في علاقة محبة مع الشخصين الآخرين ، المتضمنين فيه . ومعنى أن كل شخص له ذات الجوهر- الذي لكل من الشخصين الآخرين - هو أن كل شخص إنما هو كائن في حالة عطاء ذاتي للآخر دون أن يفقد وجوده الشخصي .  في المسيح قد أعطى الله ابنه الوحيد إلى البشر فحقق وجودهم إلى الأبد . هكذا وبهذا التدبير العجيب ، قد أظهر الله محبته للإنسان . هكذا قد أحب الله العالم . في المسيح يدخل البشر إلى شركة علاقة المحبة الثالوثية ، وفيما يتقبل الابن عطية المحبة من الآب ، فإن الذين صاروا متحدين به ، يتقبلون ، معه - بالنعمة - ما يملأ كيانهم من عطاء محبة الآب . هذا ما يكشفه الثالوث عن مفهوم المحبة ، وهذا أيضا ما شهد به يوحنا المعمدان قائلا: " لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح . الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده . الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ."( يو 3 : 34- 36 )
   4- الثالوث جوهر السلام
  حتى المضمون السلبي لكلمة السلام - أي عدم الصراع وعدم الحرب - هو حلم بعيد المنال بالنسبة للبشر في هذا العالم ، الذي قد وضع في الشرير . الدافع الطبيعي ، الكائن في أعماق الإنسان ، والذي يؤدي إلى ديمومة الإنسان في حالة من الصراع ، هو رؤية الإنسان للآخر كمنافس وجودي ،ولسان حاله دائما : " إما أن أوجد أنا أو توجد أنت " . الآخر هو المهدد لوجود الذات ، وأوضح مثال لهذا الواقع المأساوي هو عبارة " سارتر" ، الشهيرة : " الآخر هو الجحيم " . الآخرية الذاتية ، التي هي طبيعة الثالوث تكشف لنا أن الآخر هو " الآخر الذاتي " الذي هو قائم في شركة تحقيق وجود الذات . إذن الآخر ليس مهددا للوجود ، بل إن الواقع هو عكس ذلك ، تماما . ما يكشفه الثالوث هو أن السلام ، الذي يفوق كل عقل ، هو العلاقة الثالوثية . هو العلاقة مع الآخر التي يتحقق فيها الوجود .
. على مستوى النعمة - حيث الآخر هو الله - يتقبل الإنسان وجوده الجديد من الآخر ، أي " من الآب " . بواسطة الآخر ، أي" بالابن ". في الآخر ، أي " في الروح القدس ".  والعلاقة مع الآخر ، الإنسان ، تتخذ وضعها الحقيقي - بالنعمة - في المسيح ، فيصبح الآخر ، ليس ذلك المنافس الوجودي ، بل يصبح عضوا به يتكمل الجسد الذي ينتمي إليه الجميع ، هكذا أصبح الآخر - في المسيح - هو المكمل لوجود الذات. هذا هو مفهوم السلام ، الإيجابى - المرادف للحياة والوجود - كما يكشفه الثالوث وكما هو مستعلن في النعمة . فى المسيح ، يتحقق المفهوم العميق للسلام ، فيشترك البشر في حياة الكلمة ، هذا هو مفهوم المصالحة ، كما يقدمه بولس الرسول بقوله : " لأنه فيه سر أن يحل كل الملء ، وأن يصالح به الكل لنفسه ، عاملا الصلح ) eirenopoieo =  محققا السلام ) بدم صليبه ، بواسطته ، سواء كان : ما على الأرض ، أم ما فى السماوات ." ( كو 1 : 19 و20 ).  السلام هو ظل مجد الثالوث ، على الأرض ، في الذين صاروا شركاء في الكلمة المتجسد ، هذا هو ما هتفت به الملائكة لحظة ولادة يسوع ، مسبحة قائلة : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام في أناس مسرته ". ( لو 2 : 14 )
      5-  الثالوث جوهر الحرية
يبدو الحديث عن الحرية ، الحقيقية - في ما يخص طبيعتنا العتيقة - حديثا ساخرا ، فأي معنى للحرية بخصوص من دخل إلى الوجود مقهورا دون أدنى إرادة منه ؟ !  ما يكشفه الثالوث هو أن الحرية هي إرادة اختيار الوجود ، إرادة اختيار الذات ؛ فالثالوث يكشف الوجود الشخصي لله ، الذى به يحقق وجوده الذاتي . الشخص هو الكيان الحر المتضمن للشخصين الآخرين ، والذي بواسطة إرادته يختار وجود ذاته . فى المسيح يصير الإنسان حرا لأنه يصير شخصا متمايزا وليس مجرد طبيعة بشرية ، وهذا هو معنى أن الإنسان يصير عضوا في جسد المسيح .  الله هو شخص الابن الذاتي . وفيما يقبل الابن الذاتي وجوده ، بحريته وإرادته ، كشخص - بقبول كل ملء أبيه - فإن كل الذين قد صاروا متحدين به - في المسيح - إنما يقبلون بحريتهم وجودهم الجديد من الآب الذي صار أبا لهم ، متبنيا إياهم . هكذا يصيرون - بفضل اشتراكهم في الابن الذاتي - أشخاصا حقيقيين . هكذا يصيرون أحرارا . هذه هي حرية مجد أولاد الله ( رو 8: 21 )
  أن تكون شخصا يعني أن تكون حرا . هذا هو ما قاله الرب لليهود الذين آمنوا به : " إنكم إن ثبتم في كلمتي ( اللوغوس = صيغة المفرد ، حسب الأصل اليوناني ) فبالحقيقة تكونون تلاميذي ، وتعرفون الحق ، والحق يحرركم "... فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا ." ( يو 8 : 31و32 و36)
مجدي داود

ليست هناك تعليقات: